في الذكرى الخامسة للثورة السورية، زارت المبعوثة الخاصة لمفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين انجلينا جولي مخيمات اللاجئين السوريين في سهل البقاع، وسط طقس عاصف وماطر، والتقت عائلات تزورها للمرة الثالثة وتطمئن الى أوضاعها.
وفي ختام زيارتها، عقدت مؤتمرا صحافيا في الهواء الطلق، في مخيم للاجئين السوريين في الفيضة على ضفاف نهر البردوني، مدى أكثر من ربع ساعة. ورغم البرد والأمطار والرياح، نقلت الى العالم صوت اللاجئين في أنحاء العالم. وعندما تبللت الاوراق التي كانت تقرأ فيها طرحتها جانبا، ودعت الصحافيين الى التحمل معها قليلا، لافتة الى أن في المخيم الى جانبهم نساء واطفالا لا يحميهم من الأمطار سوى شادر، متحدثة، والدموع في عينيها، عن أم التقتها تتحمل وحدها أعباء تربية عائلتها في بلد اللجوء، من دون ان تفارق البسمة وجهها.
وكانت جولي استهلت كلمتها بشكر «الشعب اللبناني على المساعدة التي قدمها لإنقاذ حياة أكثر من مليون سوري. ولا يغيبنّ عن بالنا إطلاقاً أنه رغم التركيز الكبير الموجه حاليا نحو وضع اللاجئين في أوروبا، فالضغط الأكبر لا يزال سائدا الشرق الاوسط وشمال افريقيا، كما كان طوال الأعوام الخمسة الماضية. هناك حاليا 4,8 ملايين لاجئ سوري في المنطقة، فضلا عن 6,5 ملايين نازح داخل سوريا».
وأضافت: «كم كنت أودّ أن أكون اليوم، في الذكرى الخامسة لبدء النزاع السوري، في سوريا، وأنا أساعد المفوضية على مواكبة عمليات العودة وأرى العائلات التي تعرفت اليها قادرة على العودة الى ديارها. إنه لأمر مأسوي ومخز أن نرى أنفسنا بعيدين كل هذا البعد من هذه المرحلة».
وقالت: «استشففت من هذه الزيارة مدى استماتة هذه الأسر وصعوبة كفاحها، للصمود في وجه التحديات. فبعد 5 سنوات في المنفى، لا بد من أن تكون مدخراتها قد استنفدت. والعديد من الذين كانوا يعيشون في شقق في بداية الازمة، باتوا يتجمعون اليوم في مراكز تسوق مهجورة أو مخيمات عشوائية، أو يرزحون تحت ثقل الديون. لقد تضاعف في العامين الماضيين في لبنان عدد اللاجئين الذين يعيشون بأقل من الحد الادنى لمقومات البقاء، عاجزين عن تأمين الغذاء والمأوى الضروريين للبقاء على قيد الحياة، علما ان 79 في المئة من مجموع اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان هم من النساء والاطفال».
وتناولت أزمة اللاجئين في العالم، من جراء عقود طويلة من الصراعات المفتوحة والاضطهادات، لتلفت الى أنه «لا يمكننا ادارة العالم من خلال مساعدات الاغاثة بدلا من الحلول الديبلوماسية والسياسية. علينا ان نركز على الاسباب الجذرية القطعية، وذلك يستلزم منا قدرا من الشجاعة والقيادة».
وأبدت تفهمها لمخاوف الناس وقلقهم «من العواقب التي قد تواجه مجتمعاتهم ومصادر رزقهم وأمنهم، في حال موافقتهم على استقبال اللاجئين في بلدانهم»، مشيرة الى أنه «يجب ألا نسمح للخوف بعرقلة الاستجابات الفعالة التي تصب في مصلحتنا على المدى البعيد».
وحضت سائر الحكومات على «دعم معاهدة الامم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين والقانون الدولي لحقوق الانسان».
وسردت قصصاً للاجئين ناجين، واصفة إياهم بأنهم «أبطال»، وأضافت: «أسأل نفسي عما صنعناه وما نحن صائرون اليه، عندما أرى العالم يُشعر هؤلاء الناجين بأنهم متسولون! يمكننا فعل الصواب بالنسبة الى اللاجئين، وبناء بيئة دولية أكثر أمانا. يمكننا بدء نظام من صلب هذه الفوضى، من أجل الشعب السوري وجميع اللاجئين في سائر أنحاء العالم المتطلعين الى المجتمع الدولي لتقديم الحلول».
وأملت أخيرا «أن يبشر 15 آذار المقبل بسوريا سالمة وآمنة».
وكانت النجمة العالمية أمضت ليلتها في فندق «كريستال قادري» بزحلة، وتناولت العشاء في «شاتو خوري» في ضهور زحلة، حيث تذوقت النبيذ الزحلي.
في السرايا
ولاحقاً، استقبلها رئيس الحكومة تمام سلام في السرايا، في حضور ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ميراي جيرارد.
عند المشنوق
استقبل وزير الداخلية نهاد المشنوق المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة أنجلينا جولي.
واكدت جولي ان «لبنان يجب أن يكون قويّاً لأنّه لا يوجد بلد في العالم قدّم للنازحين السوريين ما قدّمه لبنان». واستجابة لطلب المشنوق قالت إنّها ستعمل «لحثّ نساء لبنان على المشاركة في الانتخابات البلدية، ترشيحاً واقتراعاً».