زهير السباعي

كلنا يتذكر يوم خرج علينا المعلم بتصريحاته البهلوانية بمسح اوروبا عن الخارطة وابتلاعها وهاهو اليوم يطل علينا من جديد ليمسح الأمم المتحدة وقراراتها الدولية ومندوبها الخاص إلى سورية دي ميستورا عن وجودهم كمنظمة دولية مع العلم بأنها هي التي حمته ودافعت عنه طيلة الخمس سنوات الماضية وهدد المعلم بأن وفده سينسحب إذا تأخر وصول وفد المعارضة السورية الى جنيف وكأنه لايعلم بوجود وفد المعارضة في جنيف وأنه أتى ليشارك في عملية المفاوضات التي ستنطلق يوم الإثنين والمعروف في السياسة بأن الاطراف المتفاوضة تطلق تصريحات بهلوانية قبل بدء المفاوضات لزعزعة الثقة بالوفد المفاوض بمعنى حرب نفسية وهذا ديدن المعلم حيث رفض أي حديث يتطرق الى مصير رأس النظام معتبراً إياه خط أحمر إذاً على ماذا تجلس وتفاوض وفد المعارضة على ادخال كيلو رز او طحين او رغيف خبز إلى المناطق المحاصرة،دي ميستورا صرح بأن المفاوضات التي ستجري في جنيف بين 14و24آذار بين وفد المعارضة والنظام ستتناول ثلاث مسائل تشكيل حكومة ودستور جديد وإجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية خلال 18 شهراً اعتباراً من موعد بدء المفاوضات وفي تصريح لكبير مفاوضي المعارضة وصف تصريحات المعلم بالهزلية وبأن النظام غير جاد بالعملية السياسية، تصريحات المعلم حول عدم أحقية دي ميستورا بوضع جدول اعمال المفاوضات وأن لاوجود لإنتخابات رئاسية في نهاية المرحلة الانتقالية كلام يعرف جيداً وهو السياسي المخضرم بأنه غير صحيح ويخالف الواقع والحقيقة فقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الملزم تحت البند السادس والذي يعتبر مرجعية للمفاوضات ومن ضمنها وضع جدول الأعمال الذي يجب أن تحتوي بنوده ماجاء في القرار الدولي واهمها إنشاء هيئة حكم انتقالية جامعة تخوَّل سلطات تنفيذية تامة حيث تكون مهمتها إنجاز الانتقال السياسي التام وذلك بوضع دستور جديد وإجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية وبعدها تنهي صلاحية هذه الهيئة وتحل ويتم تشكيل حكومة ثابتة ومستقرة وليست إنتقالية يصوت عليها البرلمان الجديد كل هذا يريد المعلم أن يمسحه عن الوجود إرضاءً لمعلمه لأنه شعر بأن مركزه أصبح في خبر كان والموضوع برمته أضحى مسألة وقت فلا الدب الروسي قادر على الاستمرار بحملته العسكرية المكلفة والباهظة ولا إيران قادرة على الاستمرار بالدعم المالي والبشري والعسكري بعد ان اصبح وضعها الداخلي مهدداً فقد خرج الايرانيون ولاول مرة بمظاهرة تندد بتدخل بلادهم بسورية وطالب المتظاهرون الذين قمعتهم قوات الحرس الثوري بعنف بلادهم بالانسحاب من سورية ويأتي التقارب التركي الايراني ليدل على مدى حاجة ايران لجيرانيها، بالمقابل الشعب السوري غير مستعد للتخلي عن ثورته وهاهي المظاهرات السلمية عادت لتنعش ذاكرتهم وتجدد نشاطهم لتؤكد للمجتمع الدولي باستحالة بقاء النظام . أخيراً على وفد المعارضة السورية المفاوض والهيئة العليا للمفاوضات أن لا ينجر أعضاؤها للتكتيك والمراوغة الذي يتبعه النظام وهذا ديدنه فهو لايرفض القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ويصبح تنفيذها ملزماً لأن رفضه سيضعه في مواجهة القانون الدولي ومجلس الأمن بل يقبلها ثم يرسل صغار مفاوضيه بتكتيكات لإفشالها بإغراق وفد المعارضة بالقشور وعدم الخوض في لب القضية فيخرجون بتصريحات لحرف الأنظار وإلهاء المعارضة بها ووضعهم في موقف الدفاع بدل الهجوم وكلنا يتذكر تصريحات الجعفري وشعبان، فلا تنشغلو بهذه التصريحات وامضو في الطريق الذي وضعتوه لأنفسكم وارسمو خطة استراتيجية محكمة ومتكاملة للتعامل مع الوضع الدولي الذي يفرض على الجميع مايريد كما فرض جنيف وفيينا وغيرها للخروج بما فيه مصلحة سورية وشعبها الصامد.