بقلم هاني الترك OAM

بمناسبة بكاء رئيس الوزراء مالكولم تيرنبل بدموع وهو يشاهد الحياة المذرية للابورورجينيين لنا وقفة نتفحص بها دموع الرؤساء والاشخاص التاريخيين.. هل هي دموع التماسيح ام منبعها الاخلاص والتأثر.
لقد بكى اهم شخصية في تاريخ الحروب في الحرب العالمية الثانية ونستون شيرشل علناً وهو يلقي خطاباً له.. وذرف الدموع حتى ان الحضور له شعروا بإخلاصه.. رئيس الوزراء الاسبق بوب هوك بكى علناً على التلفزيون وهو يذكر ان  ابنته مدمنة على تعاطي المخدرات.. وعبد الناصر بكى وقت النكسة عام 1967. والبكاء شيء طبيعي .. فإذا كتم الشخص مشاعره وحبس دموعه تؤذيه من الداخل وتمرضه وربما تقتله.
اذكر عندما كنت اشغل مدير مكتبة وزير الإدعاء العام كان هناك اجتماع لرؤساء الاقسام من الدائرة فحضر مستشار نفساني تخصصه تقديم الاستشارة النفسانية في حالة وقوع مصيبة مثل الموت.. وقال لنا ان الدموع فيها مادة كيمائية تهدئ من الاعصاب بصورة كبيرة اكثر من اي عقاقير طبية مهدئة للاعصاب. فلت لهم في الاجتماع اننا في بعض المناطق في الدول العربية نحضر في حالة الموت الندابة التي تغني الاغاني الحزينة لرثاء الميت وذرف الدموع.. حيث يدرك كل المشيعين انه مهما طال الزمن فهذا مصيرنا.. فنحن العرب متقدمون عن الغرب في هذا الشأن.. ان البكاء ليس عيباً او ضعفاً مهما كان منصب الشخص .. بل هو حالة صحية طبيعية تماماً.