By Marcelle Mnsour
بقلم مارسيل منصور

يحتفل العديد من الشعوب حول العالم باليوم العالمي للمرأة ، في اليوم الثامن من شهر مارس/ آذار من كل عام ، على أن يخصص هذااليوم للإعتراف بإنجازات المرأة بغض النظرعن الخلفيات المتعلقة بالعرق أوالدين أواللغة أو البيئة السياسية أو الإجتماعية أوالإقتصادية أوغيرها . وقد برزهذا اليوم مع بزوغ أنشطة الحركة العمالية في مطلع القرن العشرين في أمريكا الشمالية وبقاع القارة الأوربية . ومنذ ذلك الحين من الأعوام المبكرة ، كان لليوم العالمي للمرأة  قيمة عالية للنساء في الدول النامية والمتطورة على السواء . وساعد نمو حركة اليوم الدولي للمرأة – بعد عقد أربعة مؤتمرات دولية فيما يخص قضايا المرأة – في جعل هذا الاحتفال مناسبة لمساندة حقوق المرأة ودعم مشاركتها في جميع المجالات السياسية والإقتصادية وغيرها .  وفي بعض الدول كفلسطين – منذ 8 مارس 2011 –  والصين وروسيا وكوبا وغيرها تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم .
وهذه نبذة مختصرة ومكثفة لتاريخ اليوم العالمي للمرأة حسب التسلسل الزمني:
في الثامن من شهر مارس/آذار1856 تم القمع الوحشي للمظاهرات النسائية للعاملات في معمل النسيج بنيويورك احتجاجًا على ظروفهن المضطهدة الغيرالمنصفة واستخدام الأطفال في المعامل مما ادى الى اعتقال عدد كبير من النساء وإهانتهن .
وبعد مضي قرابة 50 عاما في 1907 نظمت مظاهرات عارمة في أمريكا لتحيي ذكرى نضال النساء .
وفي يوم 8 مارس/ آذار عام 1908 تظاهرت الآلاف من عاملات النسيج من جديد في شوارع مدينة نيويووك ، حاملات معهن قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة ترمز إلى حركتهن الإحتجاجية تحت شعار «خبز وورود» .
وفي عام 1909 تم الاحتفال باليوم القومي للمرأة في الولايات المتحدة في 28 فبراير/شباط . وعيّن الحزب الاشتراكي الأمريكي هذا اليوم للاحتفال بالمرأة تذكيرا بإضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك ، حيث تظاهرت النساء تنديدا بظروف العمل .
وفي عام 1910 اقترحت كلارا زيتكين – أحد قادة النهضة الثورية في ألمانيا على «السكرتارية الدولية للنساء الاشتراكيات» الاحتفال بالمرأة المناضلة من أجل حقوقها السياسية والاجتماعية في 8 مارس آذار من كل عام ليكون عيدا عالميا للنساء .  فكان قرار الاجتماع الاشتراكي الدولي في كوبنهاغن باعتبار يوم المرأة يوما ذي طابع دولي ، بغرض تكريم الحركة الهادفة إلى إتاحة حقوق الإنسان للنساء بما فيها حق الاقتراع .  ولقي الاقتراح ترحابا كبيرا من المؤتمرالذي حضرته أكثر من مائة امرأة من سبعة عشر دولة ، بمن فيهم ثلاث نساء كن انتخبن في البرلمان الفنلندي .
ثم ترتب على ذلك في عام 1911 الاحتفاء باليوم الدولي للمرأة في  آذار/مارس في النمسا والدانمرك وألمانيا وسويسرا، حيث شارك ما يزيد عن مليون رجل وامرأة في تلك الاحتفالات ، وطالب الجميع فيه بحقوق المرأة في التصويت والعمل في شغل المناصب العامة ، وفي التدريب المهني والقضاء على التمييز ضدها في ما يتصل بالوظائف .
وبين عامي 1913- 1914 تظاهرت النساء الروسيات في حركة السلام ضد الحرب العالمية ،  فجاء احتفال النساء الروسيات بأول يوم دولي للمرأة في آخر يوم أحد من شهر شباط/فبراير . فأدى ذلك في 8 مارس/آذار من السنة التالية إلى تنظيم تظاهرات في أوروبا للتعبيرعن التضامن مع الناشطين والتنديد بالحرب .
وفي يوم 8 مارس/ آذارعام 1917 وبسبب الحروب ، تظاهرت النساء الروسيات ، وأضربن تحت شعار «من أجل الخير والسلام» . ولحق ذلك بعد أربعة أيام أن تنازل القيصر، فصدر قرارالحكومة المؤقتة بمنح النساء الحق في التصويت .
وفي عام 1975أثناء العام الدولي للمرأة ، عمدت الأمم المتحدة إلى الإحتفال بيوم المرأة العالمي في 8 مارس/آذار .
وفي عام 1995 صدر إعلان ومنهاج عمل بيجين – وهو خارطة طريق تاريخية وقعتها 189 دولة – على 12 مجالا هاما تتمتع فيه المرأة بحقوقها في ممارسة اختياراتها ، مثل المشاركة في جميع المجالات وضمان فرص التعليم والعمل في مجتمع يحظى بتكافؤ الفرص وعدم العنف والتمييز .
وفي عام 2000 أصبح يوم المرأة العالمي عطلة رسمية للنساء فقط في العديد من الدول مثل روسيا أرمينيا وبوركينا فاسو والصين وأفغانستان و كوبا وجورجيا و غينيا و إريتريا وكازاخستان ومدغشقر و منغوليا و أوغندا و أوكرانيا و طاجيكستان و فيتنام .
وفي عام 2014 ركزت الدورة الثامنة والخمسين للجنة وضع المرأة التي تعمل على المساواة بين الجنسين على «التحديات والانجازات في تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية في ما يتصل بالمرأة والفتاة». وحثت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المعتمدة على تحفيز الاهتمام والموارد للمساواة بين الجنسين من المرأة والرجل ومساندة المرأة .
ويجدر الإشارة إلى أن تعيين يوم الثامن من شهر مارس/ آذارمن كل عام ، ليصيرعيدأ عالميا للمرأة لم يتم فعليا إلا في عام 1977 لأن منظمة الأمم المتحدة لم تتخذ قرار الموافقة على تبني تلك المناسبة إلا في تلك السنة عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً دعت فيه دول العالم إلى اختيار يوم يتم اعتماده  للاحتفال بالمرأة ، فقررت غالبية الدول بالإجماع اختيار الثامن من مارس ، فأصبح الثامن من آذار يوما عالميا للمرأة تكريما لنضال النساء في مشوار الكفاح والآلام والإضطهاد والمعاناة ، كما وأصبح بالتالي هذا اليوم رمزأ لنضال المرأة تحتفل به الشعوب لتقدير نجاحاتاها .
وكل عام وجميع نساء وفتيات العالم بخير آملين أن يعم العدل والسلام في رحاب العائلات والمجتمعات والشعوب .