إلى إشعار آخر، اللبنانيون الآن داخل «الابوكاليبس»، اذ كان لبعضنا ان يتذكر فيلم فرنسيس فورد كوبولا «الابوكاليبس الآن» وترجم عربياً «الرؤيا الآن»، أي الشيء الفظيع الذي يشبه نهاية العالم.
اللبنانيون مسكونون بهاجس نهاية لبنان،، وان كان هناك من يرى ان ثمة مبالغة في المخاوف، حتى ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يحذر من السقوط في تلك «الحفرة السيكولوجية»، وهو الذي يعتقد ان السعوديين، بوجه خاص، والخليجيين بوجه عام، حين يتخذون عقوبات معينة، أو يلوحون بما هو «أعظم» لا يمكن ان يتركوا لبنان الذي في مهب الرياح الآن في مهب النيران.
الدبلوماسيون الخليجيون
ما يسمع من الدبلوماسيين الخليجيين في بيروت هو ان دول مجلس التعاون تدرك مدى هشاشة الساحة اللبنانية، لكنها دقت جرس الإنذار.
الذي ظهر في الأيام الأخيرة ان «حزب الله» ليس في وارد التراجع قيد انملة عن مواقفه حيال المملكة. التصريحات لا تزال هي نفسها، وبعدما كانت الساحة اللبنانية قد ضبطت على الساعة السورية. الآن، الساعة اليمنية والعراقية وهلّم جرا!
أقل تشاؤماً
محلياً، يبدو ان المناخ اللبناني كان أقل تشاؤماً، وبعدما بدا انه داخل التيار الواحد، كما التيار الوطني الحر، كان ثمة موقف مهم لوزير التربية الياس بوصعب حيال الدول الخليجية، رافضاً أي اساءة لها، وهو ما يعتبره البعض بمنزلة استيعاب لمواقف وزير الخارجية جبران باسيل.
كما ان الشخصيات السنية البارزة داخل «8 آذار» تعارض أي مساس بالعلاقات مع الرياض، وهذا ما برز من خلال زيارة الوزير السابق عبدالرحيم مراد لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري وقوله «أخطأنا في عدم دعم السعودية»، كما ان الوزير السابق فيصل كرامي يقف بشكل قاطع ضد أي محاولة للنيل من عروبة لبنان.
السنيورة: أمامنا فرصة
وواصل 14 آذار الاعتراف بالتقصير، مع التأكيد على ان لــ»الصدمة» مفعولها الايجابي، ونبهت إلى ضرورة التصدي لسياسات «حزب الله» التي تدفع لبنان الى الغرق أكثر فأكثر في «الموجة الإيرانية».
واذ اقيمت تجمعات تضامنية مع السعودية في مختلف المناطق اللبنانية وجرى خلالها توقيع عريضة المليون توقيع التي اطلقها الحريري، اعتبر رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة انه «لا تزال امامنا فرصة لأن نعود ونؤكد بهدوء، ومن خلال العمل المشترك بيننا وبين جميع مكونات الشعب، لكن استناداً إلى الأساسيات وتمسكنا بها، للتأكيد على علاقتنا بالدول العربية وعلى عروبة لبنان وانتمائه وهويته العربية».
ورأى ان «لا مصلحة لنا في تخريب تلك العلاقات»، وانه «للخروج من المأزق لم يعد هناك من مجال للمواقف الرمادية».
فتفت ضد استقالة الحكومة
ولاحظ عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت «ان ارتباطات الوزير جبران باسيل بحزب الله لم تعد بخافية على احد». مضيفاً ان الرئيس سلام يحاول تسيير الأمور بأقل اضرار، وهو المح الى الاستقالة وانا لست من المتحمسين لاستقالة الحكومة لانها تدخل البلد في متاهات كثيرة».
وقال «لكنني مع وقف الحوار مع «حزب الله»، موضحاً ان انتخاب رئيس هو قرار إقليمي بيد «حزب الله وإيران».
زهرا: الغطاء لم يرفع
وأمل نائب «القوات اللبنانية» انطوان زهرا ألا يتحول لبنان الذي بات في قلب المواجهة إلى «ساحة للمواجهات الساخنة»، مشيراً إلى «ان القشة التي قصمت ظهر البعير هي ذلك الموقف الأخير بالنأي عن الاجماع العربي بدل النأي بالنفس عن الخلافات العربية والالتزام بالتضامن العربي».
«ولفت إلى ان وقف الهبة السعودية «سيؤثر في استكمال جهوزية الجيش بالعتاد والأسلحة، دون أن يعني ذلك انه لم تعد هناك إمكانات لدى الجيش والقوات الأمنية».
وقال زهرا انه «في حال استمر استفزاز فريق كبير من اللبنانيين بتجاهل مشاعرهم وتوجهاتهم، وفرض الأمر الواقع عليهم سيأتي يوم نسقط في الهاوية».
واضاف «ان لبنان ليس إمارة عربية، ولكنه حتماً لن يكون ولاية تابعة للولي الفقيه».