قلد راعي ابرشية استراليا للموارنة المطران انطوان شربل طربيه رئيس مجلس إدارة ومدير عام بنك بيروت الدكتور سليم صفير وسام مار مارون في احتفال مهيب أقيم في سيدني في استراليا على هامش ذكرى القديس مارون.
واتى تقليد هذا الوسام الذي يمنح للمرة الأولى بمناسبة تكريم صفير على الجهود التي يبذلها في سبيل لبنان واللبنانيين وتم ذلك خلال العشاء الكبير الذي دعت إليه الرابطة المارونية في استراليا في أثناء زيارة صفير إلى استراليا ولبت الدعوة إليه أكثر من 600 شخصية.
وتميز الاحتفال بالحضور الرسمي الكبير والمميز إذ شارك معالي وزير الخزينة السيد سكوت موريسون ممثلاً رئيس مجلس وزراء أستراليا السيد مالكوم ترونبل، و السيد مايك بيرد رئيس حكومة نيو ساوث ويلز، والنائب الأسترالي فيليب رادوك، والقنصل اللبناني العام في استراليا السيد جورج غانم، والسيد طوني خطار رئيس الرابطة المارونية في استراليا ووجوه لبنانية واسترالية.
وتحدث المطران طربيه بالمناسبة:
بسرور بالغ أنضم اليكم في هذا المساء لنحتفل معاً بعيد شفيعنا القديس مارون بدعوة من الرابطة المارونية في أستراليا. وما أجمل أن نلتقي بالأصدقاء.
أود أن أتشارك معكم في هذه الأمسية بعض الأفكار الهامة حول واقعٍ نعيشه وقد يحددّ مستقبلنا والطريقة التي نواجه بها تحدياته.
يقول لنا البابا فرنسيس إن الوسائل الإعلامية وعالم التكنولوجيا الرقمية لا تعزز نمو القدرة لدى الشباب على العيش بحكمة، والتفكير بعمق، والمحبة بسخاء. فوسائل التواصل الاجتماعي لا تحل مكان التفاعل البشري. إذ يبقى الانسان بعيداً عن الآخرين، يقطع علاقاته بهم وينسج علاقات جديدة بكبسة زر، ويتلاشى الالتزام والنمو الشخصي والمسؤولية لأنه، كما يقول قداسته، الصداقة الحقيقية والعلاقات الانسانية باتت تُستبدل اليوم بالتواصل الالكتروني.
في أيامنا هذه بات الأولاد معرّضين لشتى أنواع المواد غير الملائمة التي يتلقونها في أعمار مبكرة تتأثر فيها عقولهم وقلوبهم بسهولة كبيرة. في حين أن الشباب يتوجهون الى الانترنت وغالباً ما يدخلون في عالم تتلاشى فيه، ليس السلطة الأبوية فحسب، إنما الأخلاقيات أيضاً.
ما هو الجواب إذاً؟ وما الذي يجدر بنا فعله؟ لقد خلقنا الله لكي نكون أفضل ما يكون عندما نعطي أفضل ما عندنا ونعطي الآخرين بالتزام كامل.
ولكن الخطوة الأولى يجب أن تكون من خلال ميثاق اخلاقيات أسترالي يحمي قيمنا ويعززها ويلزم – أو أقله يؤثر على – المعلنين وعلى شركات تحميل المواقع الالكترونية. ميثاق يضبط دخول الأولاد والمراهقين الى مواقع الانترنت ومختلف صفحات التواصل الاجتماعي، ويحدد الصفحات المسموحة لهم ويؤمّن المراقبة اللازمة.
وبعد تقليده الوسام وسط تصفيق الحاضرين تحدث صفير فقال:
إني شاكر لصاحب السيادة المطران أنطوان شربل طربيه على هذه البادرة التي تحمل بعدا روحيا عظيما لإرتباطه بمؤسس طائفتنا المارونية القديس مارون الذي نحتفل اليوم بعيده.
وسام القديس مار مارون لا أحمله على صدري فحسب، بل في قلبي ووجداني سراجا ينير طريقي نحو أخي الإنسان ونحو لبنان المعذب.
الدرع ليس وساما بل هو محفز لي، ولكم، ولكل اللبنانيين، للعمل الجدي على إنقاذ بلدنا لأنه أمانة في أعناقنا.
المسيحية عامة و المارونية خاصة هي بعمر الإيمان قدما، وبعمر الصخر صلابة، وهي بعمر الإنسانية التي لا تحمل بطاقة مذهبية.
أبت سيادة المطران طربيه،
لأنك قائد روحي ووطني لمنتشرين في العالم، فإنك غدوت رمزا لكم أنتم اللبنانيين الذين هاجرتم ولم تنسوا جرس كنيستكم وأرز لبنانكم، ولم تكونوا يوما شراعا تائها أو رصيف بحر مجهول… أنتم الوطن الموعود..
بمقدار ما نفخر بكم وبإخواننا اللبنانيين هنا، نتمسّك بتجذر أبنائكم اللبنانيين هناك،
فصمود هؤلاء حجر اساس لبقاء الوطن و إستمراره…. ووجودكم هنا، حاجة وعبرة لنا، إذ نستمد من عشقكم للبنان مددا، ونتخذ من ولائكم لأوستراليا نبراسا وشهادة في حب الوطن. شكرا سيادة المطران، شكرا لاوستراليا الإنسانية، وشكراً للبنان الذي ولدنا جميعا من رحمه وإليه نعود.
تقليد سليم صفير وسام مار مارون في استراليا تقديرا لخدماته
Related Posts
العواصف الرعدية الشديدة تضرب سكان كوينزلاند مع احتمال استمرار الطقس العاصف
نيو ساوث ويلز – قد ترتفع تكلفة وسائل النقل العام بعد مراجعة محكمة التسعير