لم نكن نتوقع أن تصل بنا الأمور إلى أن نصبح فئةً يُشار إليها بالبنان على أننا مشروع تجسس، فنحن الذين وصلنا إلى هذه البلاد لبناء مستقبل زاهر ليس لنكون مخبرين رسميين وكأننا موصومون بهذه التهمة منذ الولادة..
وكالة الاستخبارات المركزية الاسترالية تعلن عن طلب موظفين مخبرين في أماكن العمل من أبناء الجالية العربية. ماذا يقول لكم هذا الخبر؟! وكم شخصاً منّا قرأ هذا الإعلان المعيب بحقنا. رغم ذلك لم نسمع كلمة أو ردة فعل أو تعليق وكأننا راضون بهذه التهمة ومستسلمون لحبل المشنقة.
يا جماعة، أين الأكتاف العريضة والأنوف الشامخة، أين الثرثرة في مجالسنا وما أكثرها، أين التراشق الرخيص بالاتهامات فيما بيننا، وكل هذه المشاهد تطبع حضورنا الراهن وللأسف.
ليس أكثر من مناسباتنا، وليس أكثر من الأضواء والتغني بوجاهاتنا..
أما إذا نظرنا إلى المرآة الاجتماعية التي تعلّقها لنا الدوائر الاسترالية على جدران الاتهامات، فسنرى وجوهنا البشعة التي رسموها لنا، نعم أصبحنا مخبرين غبّ الطلب، هذه آخرتنا.. فهل مَنْ يسمع!؟.