بقلم هاني الترك OAM

قرأت مؤخراً كتاب Understanding Dreams اي فهم الاحلام للمؤلفين الاكاديميين الدكتور كيت هيرن وديفيد ملبورن.. وهيرن خبير اخصائي في علم النفس على المستوى العالمي يظهر على الشاشة الصغيرة والراديو ويساهم بانتظام في الصحافة المكتوبة.. وكتب العديد من الكتب العلمية حول الاحلام ويجري الابحاث العلمية في المختبرات عن الحلم الواضح Lucid Dreams وملبورن هو الخبير العالمي في الاحلام على مدى عقدين من الزمن ويجري الابحاث على الانترنت ويكتب اسبوعياً بانتظام على تفسير الاحلام في الصحف العالمية.
ويقول الكتاب ان الانسان يقضي حوالي ست سنوات من عمره وهو يحلم مما يمهد فهم الكون الداخلي للانسان من خلال الاحلام لمعرفة الألغاز المخفية منها.. ومن خلال فهم الاحلام يمكن الحصول على البصيرة في حياة اليقظة.
فمنذ الزمن القديم وحتى اليوم يحاول الانسان ان يفهم الاحلام ويحللها ويفسرها ويبدأ الكتاب بعرض الاحلام في الحضارات القديمة مثل العصر البابلي، الآشوري، المصري، اليوناني والروماني.. ويستعرض الاحلام في الديانات البوذية والمسيحية والابوروجينية ليصل الى الحقيقة ان الاحلام لعبت دوراً هاماً فيها ولكن لم تكن علمية بالطبع.. حتى يصل الى العصر الحديث.
ويمضي المؤلفان في القول ان كل انسان يحلم في حين ان بعض الناس يتذكرون حلمهم اكثر من الآخر اذ يحلم الانسان عدة مرات اثناء الليلة الواحدة وبما يعادل ساعتين ومعظم الاحلام تكون الدافع في تعزيز حياة اليقظة واشارات قوية نحو المستقبل ومن بينها التحذير المسبق بما قد يحدث، توارد الخواطر عن بعد.. اي ان الحلم هو قناة نحو الولوج الى اللاشعور وهو العالم المخفي بكامله للنفس البشرية.
ويتعرض المؤلفان للاعتلال في الاحلام مثل الكابوس الليلي والارق.. والسير في الحلم وكأنه في حالة يقظة.. والبعض يتكلم اثناء الحلم والبعض الآخر يقضي حاجته في الحلم والشخير.
..والجزء الاعظم من كوابيس الاحلام يحدث اثناء النوم ولكن يمكن علاجها النفسي.. ويتعرض الكتاب لنظرية سيغموند فرويد التي سادت في العصر الحديث والتي تقول ان الاحلام هي ترسيب للرغبات الجنسية المكبوتة (الليبيدو) مثل الامراض النفسية والعقلية وتظهر اثناء النوم في الحلم ويمكن علاج الامراض النفسية والعقلية عن طريق تفسير وتحليل الحلم.. لذلك قال فرويد جملته المشهورة: ان الحلم هو جنون الليل والجنون هو حلم النهار والليل.
ويصل المؤلفان الى موضوع الاحلام في العلم المعاصر ويقولان ان دراسة الحلم الواضح والذي يعلم فيه الانسان انه يحلم اثناء الحلم ويتعلم كيف يسيطر على الحلم ويكتشف نفسه الداخلية ويعزّز حلم اليقظة بل ويغير حياته كلياً.. ويبدو الحلم الواضح وكأنه يوجد واقعين الواقع الذي نعيش فيه في اليقظة الى واقع آخر هو واقع الاحلام.. وان الحياة هي الانتقال بين عالمين متغيرين، وترى بعض النظريات ان الانسان مؤلف بين جسدين الفيزيائي الطبيعي والجسم النوراني الحقيقي وهما مربوطان بحبل اثيري.. اثناء النوم يغادر الجسم الحقيقي النوراني الى واقع آخر ويبقى الجسم الفيزيائي الطبيعي نائماً وفي حالة موت مؤقت الى حين رجوع الجسم النوراني الحقيقي.
وتجري الابحاث حالياً في مراكز المختبرات العلمية للتواصل الى مستقبل الحلم في حياة اليقظة عن طريق الحلم الواضح وفي مستقبل الاحلام.. وهنا لابد من التعرض لما يسمى في العلم المعاصر الى Virtual Reality اي الواقع العملي او الواقع الفعلي وكأنه واقعاً جديداً ويرمز اليه في العلم المعاصر بـVR.. والتي ستصبح اكبر ثورة في تاريخ العالم وهي لا تزال تبعد حوالي عقدين من الزمن في تطبيقها.. مثل تركيب عدسة مع نظام الكمبييوتر لخلق صور ولا يمكن تمييزها من الرؤيا الحقيقية Real.. وتخلق العدسة محيطاً خلاباً جداً.. بل يمكن خلق اصدقاء كما يرغب الشخص عن طريق الكمبيوتر.. ولذلك فإن الشخص الذي يحلم به الشخص يمكن تسجيله ورؤيته على الشاشة الصغيرة ورؤيته مسجلاً اثناء اليقظة.. بل وسوف يقضي الانسان معظم وقته في الواقع العملي VR..
وسوف يحاكي الواقع Reality ويتغير.. وتصبح الحياة اجمل وافضل واثرى وتتقدم الحياة الروحانية كثيراً.