الحب في الزواج المتكافئ هو التعوّد المستمد من العشرة المشتركة وانجاب الاولاد ورعايتهم وادارة المنزل وموازنة الاسرة والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين.. فإن الحب يأخذ وقتاً حتى ينمو ويترعرع .. كما ان الحب يأتي بعد الملاطفة والاعجاب والتفاعل الكيميائي من اول نظرة. ان الحب والجنس هما التيار السائد في العصر المادي الذي نعيشه وخصوصاً في المجتمع الغربي مثل استراليا : لا جنس بدون حب ولا حب بدون جنس . ولذلك فإن درجة الطلاق مرتفعة.. ومثلما توجد محلات لبيع زهور الحب فهناك محلات لبيع الزهور الذابلة التي يرسلها احد الطرفين اعلاناً لانفصالهما والطلاق.
ولكن هناك الحب الحقيقي النادر الذي لا يعرفه الا القليل من البشر هو الحب الافلاطوني Platonic Love نسبة الى مؤسس الفلسفة المثالية في التاريخ افلاطوني.. وهو الحب المتسامي العذري بدون نزوة جنسية اواستغراق الجنس.. فهو الاحساس بجمال الروح والثقافة والشخصية والاخلاق والذكاء.. وليس الجسد.. وغنى فريد الاطرش: الحب منغير امل اسمى معاني الغرام.. وعبد الوهاب غنى عشق الروح مالوش آخر وعشق الجسد فاني.
والقصة الآتية واقعية تستحق اخراجها في فيلم في يوم الحب: كان المراهق شين على علاقة حب عنيف مع سوزان في المملكة المتحدة.. اوشى صديق خبيث لـ سوزان ان حبيبها شين على علاقة مع بنات اخريات وهو شخص لعوب.. انهت سوزان علاقتها معه.
هاجرت سوزان الى استراليا.. وبعد عشرين عاماً من فراقهما دب الحنين لها في صدره وبشعور داخلي بأن قلبه لا يزال ينبض بحبها.. تمكن عن طريق الفايس بوك معرفة مكان اقامتها في استراليا.. فحضر شين الى استراليا.. وتواصل حبهما بعد انقطاع دام 20 عاماً.. وقررا الزواج والاستقرار في استراليا.. ولكن قبل عقد القران شخصت سوزان بإصابتها بسرطان العظم.. فلم يخبرا احد بالمصيبة التي حلت بهما.. ومع ذلك مضيا قدماً باجراء مراسم الزواج.. وهما الآن يعيشان يوم بيوم.. وكل يوم لهما هو عيد الحب: إلى أن تودّع سوزان الحياة.