ينتظر أن ينتقل الاشتباك السياسي اللبناني الداخلي حول الموقف من تدخلات إيران في الدول العربية والتضامن مع المملكة العربية السعودية إثر حملة تيار «المستقبل» على «نأي» الخارجية بنفسها عن قرار منظمة التعاون الإسلامي في جدة الذي دان سياسة إيران التحريضية ضد الدول العربية والسعودية وتأييد إجراءات الأخيرة، إلى جلسة مجلس الوزراء المقبلة التي دعا إليها رئيسه تمام سلام الخميس المقبل. واعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق أن موقف وزارة الخارجية في مؤتمر جدة «هو نأي بالنفس عن العروبة خصوصاً أن البيان الصادر عن وزراء خارجية منظمة التعاون لم يذكر لبنان أو أي تنظيم لبناني… وسنطرح الأمر على مجلس الوزراء».

وفي إطار اتصالاته بالفرقاء كافة بعد اتفاقه مع جعجع من أجل تسويقه، أجرى  العماد ميشال عون أ اتصالاً هاتفياً بالرئيس الحريري الموجود في الرياض. وأفاد المكتب الإعلامي للحريري أن زعيم «المستقبل» كرر خلال الاتصال «ترحيب التيار بالمصالحة التي لطالما دعونا إليها وسعينا إلى تحقيقها بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر».

وأشار الحريري للمناسبة «إلى المبادرات التي سبق وأطلقها، وآخرها مع النائب سليمان فرنجية، مؤكداً على ضرورة الحضور إلى المجلس النيابي لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة».

وأفاد مكتب الحريري أنه أجرى اتصالاً بالنائب فرنجية «جرى خلاله تقييم آخر الاتصالات والجهود الجارية لوضع حد للفراغ الرئاسي وإعادة تفعيل عمل الدولة ومؤسساتها».

وقالت مصادر «التيار الحر» إن اتصال عون بالحريري طبيعي نتيجة قرار بالتواصل مع كل المرجعيات بعد الاتفاق مع «القوات»، خصوصاً أن الحريري «سبق أن تباحث مع العماد عون في مسألة ترشحه للرئاسة وأن الاتفاق مع جعجع حقق جزءاً كبيراً مما كانا تداولا به».

ومن جهة أخرى قالت مصادر مطلعة على اتصالات الحريري المتواصلة مع فرنجية إن حرصه على الاتصال معه بعد اتصال عون به، يعكس تأكيده على استمراره في دعم رئيس «المردة»، الذي يشدد يومياً في اتصالاته مع الفرقاء على أنه لن يتراجع عن ترشيحه.