بقلم بيار سمعان

نعم… انه ليس خطأ مطبعي… انني أعي وأعني ما أقول… انا ادعم واناصر داعش.
هذا التنظيم الذي يصفه العالم كله انه متطرف… انا اناصره…! داعش، المنظمة الارهابية التي اجتمعت اثنا عشر دولة حليفة بكامل معداتها واسلحتها المتطورة وتقنياتها العسكرية التي تحدد مكان «الخلد» في حجره، وارسلت احدث طائراتها للقضاء عليه وعجزت حتى اليوم… انا المسيحي الشرق اوسطي اريد ان اثني واصفق لداعش ولكل مقاتل في صفوفه…
بعكس طوني آبوت، يجب ان اهلل لنشأة هذا التنظيم، لأنه لولا داعش لما كشفت خيوط المؤامرة الدولية على الشرق الاوسط والعالم…
انا اناصر داعش «نكاية» بالدول العربية والاسلامية التي ألّفت مؤخراً حلفاً «طويلاً عريضاً» لمحاربة الارهاب.. ولست ادري عن اي ارهاب يتحدثون؟
ألم تقم كل الانظمة العربية بالانقلابات وتستمر بالقمع والقتل وتصفية الاخصام من رجال سياسة وفكر وطامحين الى الديمقراطية التي تحفظ حقوق المواطنين؟؟
اي ارهاب يجمع العرب والمسلمون لمحاربته وهم ما اجتمعوا يوماً لمحاربة اسرائيل واستعادة القدس، وما ذرفوا دمعة على دمار بيروت بل ساهموا طوال سنين طويلة بدمارها ودفع اللبنانيين الى الموت والتهجير…
انا المسيحي المشرقي اوجه تحية اكبار لجميع مقاتلي داعش الذين بنوا دولة على انقاض الدول العربية المتهالكة وعلى حساب الاقليات التي لا حيل وقوة لها، والعالم يتفرج على ولادة اسرائيل جديدة، تقوم بالقوة والدم، ولابد انها ستنهار بالاساليب نفسها… فهذا هو حكم التاريخ.
انني اناصر داعش واوجه تحية للمقاتلين، لانهم كشفوا عورة كل الانظمة العربية منذ الحرب العالمية الثانية مروراً بحروب العرب واسرائيل والحرب الايرانية العراقية، وحرب افغانستان والعراق وكل الحروب المتنامية على ارض العالم العربي… فداعش هو برهان آخر على فشل هذه الانظمة والدول التي شاخت قبل اوانها، لانها رغم كل الثروات التي تمتلكها هناك فقر وجوع وعوز واميّة..
ورغم ما يزيد على مليار نسمة ومليارات الدولارات المتدفقة يومياً، هناك ملايين من الاميين الذين لا يزالون يخاطبونهم شاشات التلفزة معتقدين ان من يظهر عليها هم احياء وجهاً لوجه، ولان كل ثروات الامة العربية تنفق على تصميم الانقلابات ودعمها، وعلى طاولات المقامرة ونساء «بلاي بوي» الثمينات.
لن أُغش بعد الآن… فناطحات السحاب التي تشيد في الصحاري ليست دليل تقدم ولا مؤشر ثروة اجتماعية ولا برهان اننا دول متطورة تحاكي الدول التي ابتكرت كل ما يستخدمه الشرقي في حياته اليومية وظن نفسه مبتكراً لها.
اشكر داعش لانه اظهر كم نحن سطحيون وبعيدون عن الواقع والمنطق وكم نحن متخلفون ندّعي اننا «افضل أمة»…
انا اناصر مقاتلي داعش الذين تجمعوا من جميع انحاء العالم ليقولوا للعرب ان الرجولة تنقصكم، حتى في سبي المغانم وسرقة وبيع السبايا، والاعتقاد انهم الى الجنة ذاهبون، وان كل ضحية ينحرون رقبتها يقدمون بذلك اضحية الله تروي ظمأة بدم الابرياء…
امتدح داعش لانه اظهر للغرب كم هو سطحي في ايمانه وكم هو بعيد عن الله وكم هو منغمس في الفكر الالحادي والثقافة المادية وطروحات المساواة والعدل والحرية وهي شعارات واهية لا معنى ولا قيمة لها، سوى تعميق الهوة بين الناس وفرض الاستقلالية الفردية التي بواسطتها يمكن تدمير العائلة والاخلاق والايمان الصحيح بالله.
اشكر داعش الذي اظهر كل العيوب في المجتمعات الغربية، وأمتدحه لانه يهدد برفع راية اسلامه فوق الفاتيكان وبرج ايفيل والبيت الابيض… لست متأكداً انهم قادرون على ذلك، لكنهم يهددون ويقلقون بال المجتمعات الغربية التي تخلت عن انسانيتها واخلاقياتها والمثل التي ميزتها عندما كانت تؤمن «ان المحبة تبدأ بالذات» لكنها لا تنتهي هناك بل تشمل الفقير والمعوز والمضطهد والناشىء في انسانيته…
لقد لبس الغرب زياً غير مألوف في ثقافة المسيحية الاصيلة وفقد ايمانة واستبدل الله بآلهة تشابه الاصنام… فكان لابد من ظاهرة اصولية ارهابية لعلها تيقظه من اوهام الحرية والعدالة والمساواة…
اشكر داعش لانه ذبح المسيحيين العزل في سوريا والعراق وهو يجهل انه يرفع عدد القديسين في الشرق الاوسط… هؤلاء الذين فقدوا ارواحهم من اجل الرب سينبتون مجدداً اضعاف اضعاف من قتلوا واستشهدوا دون مبرر… خطأهم الوحيد ان الغرب المتآمر اراد ان يخلق شرق اوسط جديد… فكانت داعش ملك حجارة الشطرنج الذي يأكل الاخضر واليابس..
بئس ما يفعله داعش في الشرق الاوسط… فنحن شعوب لا تستحق الحياة.