بقلم هاني الترك

By Hani Elturk OAM

الاسبوع الماضي كانت مناسبة مرور مئة عام على تقديم العالم العبقري ألبرت انشتاين نظرية النسبية .
فإن العالم الخارق الذكاء ألبرت اينشتاين هو شخصية القرن العشرين وهو الذي اكتشف نظرية النسبية Relativity Theory    والتي تقول بنسبية المكان والزمان وللاجرام الضخمة تخلق جاذبية هائلة معينة تسقط وتجذب المكان والزمان له. وعدم القدرة على تجاوز سرعة الضوء التي تصل الى 300،000 كيلومتر في الثانية.. ونظريته اكثر دقة من نظرية العالم الفذ اسحق نيوتن التي اطلقها منذ 340 عاماً وتتعلق بالجاذبية الارضية والكواكب والنجوم… والآن وبعد مرور 100 عام على نظرية اينشتاين التي تعتبر من الناحية النظرية دقيقة في تفسير القوانين الفيزيائية للكون اطلقت هذا الاسبوع قاعدة الفضاء في كاليفورنيا سفينة فضاء لاجراء التجارب العملية على نظرية اينشتاين النسبية.. فمع انها تعتبر نظرية دقيقة من الناحية الرياضية الا ان العلماء يريدون معرفة دقتها المطلقة من الناحية العملية.
والحق يعتبر اينشتاين اكبر عبقري في التاريخ.. ولنلقي نظرة عما يقول العلماء وما تفيد الابحاث عن دماغ آينشتاين غير العادي: فقد تبرع آينشتاين قبل وفاته عن عمر يناهز 76 عاماً بدماغه الى مؤسسات البحوث العلمية لاجراء التجارب عليه.. وهو محفوظ في محلول كيميائي ويقول العلماء انهم توصلوا الى ما يعتقدون انه مكمن سر عبقرية آينشتاين.. فإن احدى المناطق في دماغه تختلف عما لدى غالبية البشر.. ووزن دماغه 1،5 كيلوغراماً ولا يزيد عن حجم اي دماغ بشري عادي.. وقد اجرى تقسيم دماغه بعد ذلك الى 240 جزءاً وذلك لاجراء المزيد من البحوث.. فوجدوا ان بعض المناطق من الانسجة الداخلية له تختلف عن الانسجة في الاربعة الاخرى واكبر حجماً منها.. والاتصال العصبي بين الخلايا والمراكز العصبية لدماغه يتم بطريقة اسهل واسرع ومن ثم اذكى من الادمغة الذكية الاخرى.. فالشبكات العصبية في دماغه تنقل وتصنع المعلومات وتحل المسائل والتصورات الرياضية وتفهم المعلومات وتحل المسائل والتصورات الرياضية وتفهم ديناميكية الحركات بطريقة تختلف عن باقي البشر.. وكل هذه العوامل جوهرية في فهم نظرية النسبية Relativity التي اكتشفها آينشتاين والتي غيّرت المفاهيم العلمية نحو الكون وتقوم على المبدأ القائل بأن مقاييس الزمان والمكان نسبية.. اي ان الباحثين يعتقدون ان دماغ آينشتاين يماثل دماغ الانسان العادي الا فيما يخص منطقة واحدة  فيه.. وهي المنطقة المسؤولة عن التفكير الرياضي والقابلية على التعامل مع الفضائيات والحركة..وهذه المنطقة في دماغه اوسع بنسبة 15 في المئة عن الادمغة الاخرى والذكاء يعتبر علمياً بكونه وراثياً في غالب الأحيان.. ودرجة الذكاء للانسان العادي هي حوالي 100 درجة.. واقل من ذلك يعتبر اقل ذكاء من المتوسط. وما يزيد عن ذلك يعتبر اكثر من المتوسط.. اذ ان درجة ذكاء خريج الجامعات في استراليا يتراوح بين 105 و110 درجة.. ودرجة ذكاء البروفسور في الجامعة حوالي 135 و140 درجة.. اما درجة 170 فهي درجة العبقرية.
والتفكير هو اهم سمة للذكاء وقد تستعمل احياناً كلمة فكر Thought بمعنى متبادل مع كلمة عقل Mind وعلى مدى عشرين قرناً مضت كان يُظن ان اول واهم وظيفة للدماغ  هي التفكير الى ان تطور العلم في المنعطف الاخير في القرن العشرين واتضح ان اهم وظيفة للدماغ هي العناية بالجسد وتنظيم اعمال اجهزته.. وقد نشرت ننتائج هذه الابحاث  في كتاب The Healing Brain اي «الدماغ الشافي».. والوظيفة الاخرى طبقاً لتلك النظرية التي تتفق مع نظرية التطور في علم الاحياء هي التفكير.. ومن ثم فإن القدرات العلمية ودرجة الذكاء تنمو مع استعمال العقل.. حتى الصحة الجسدية تتحقق من خلال الاستعمال الصحيح للدماغ.. لأنه كأي عضلة جسمانية تشتد وتصبح اكثر نشاطاً وحدّة مع كثرة الاستعمال والتدريب .. اي ان الذكاء الى جانب كونه وراثياً فهو عملياً ايضاً.. والعلاقة بين العقل والجسد هي علاقة متداخلة بطريقة عضوية روحانية لم يتمكن العلم حتى الآن الكشف عن لغزها.. ويبدو انه كلما تطوّر العلم ازداد اللغز غموضاً..
وعباقرة البشر الذين حوّلوا ويحوّلون مجرى التاريخ من خلال اكتشافاتهم لاعمالهم في جميع حقول المعرفة من آداب وعلوم وفنون ويتمتعون بذكاء كبير غير عادي يكتسبونه في المحل الاول بالوراثة ثم بالممارسة.. ولغز العقل البشري من الناحية النظرية يكمن في الفلسفة المثالية التي ترجع كل شيء  في الوجود.. حتى الوجود المادي الى العقل المجرد المطلق وهو الله.. حتى ان العلم الحديث المعاصر بدأ   يتجه نحوالبحث الميتافيزيقي ثانيةً ولكن القائم على استخدام المناهج العلمية.. وليس عن طريق التأمل والمنطق الصوري كما كان في الماضي.. واصبح من الضروري  ان يكون الفيلسوف عالماً متخصصاً في احد فروع المعرفة حتى يصبح فيلسوفاً.. واستناداً الى ذلك فإن الذكاء الخارق هو الهام عقلي يتم من خلال الاتصال اللاوعي  بالعالم الروحي بشكل ما نجهل حقيقته.. للعلاقة المتداخلة بين العقل والجسد.. ويجب الا نستغرب ان آينشتاين الذي يتمتع بذكاء  خارق  نفسه كان يؤمن بالله  وهو السر الأعظم وراء عبقريته الفذة.