اصبحت ليز شخصية تلفزيونية معروفة منذ 1996 بعد ان اثبتت عن مهاراتها كصحفية  ومقدمة برنامج رياضي يومي وبرنامج تويوتا للرياضة العالمية.
خلال عملها كمعدة برامج التقت ليز العديد من الشخصيات المحلية والعالمية واجرت لقاءات معهم. ومن اشهرهم الدالي لاما، نيلسون مانديلا، دكتور لوبسونغ،وسكرتير الأمم المتحدة بن كي مون، وامير موناكو ألبرت ، كيفن راد، كاتي فريما وغيرهم …
انتجت ليز مجموعة برامج تلفزيونية وعملت مع الـ SBS والجزيرة. الفت حتى اليوم روايتين وهي تعد كتاباً جديداً حول التعددية الثقافية ورابعا قد ينتج فيلماً وثائقياً وكتاباً يروي قصة شخص ، هي معجبة به نتيجة للتماهي في الشخصية والتقارب بينهما.
التقينا ليز واجرينا معها الحوار التالي:

ليز، اعطنا فكرة عن تاريخ حياتك؟
والدي هو ديفيد ديب، هاجر الى استراليا حوالي سنة 1950، قادماً من بطرام. امضى عدة سنوات ثم عاد وتزوج من والدتي جانيت التي سافرت والتحقت به سنة 1965.
اقام والدي في ماروبرا، وكان لديهما متجراً للاطعمة والمواد الغذائية وتقيم العائلة في القسم الخلفي منه. انجب والدي خمسة اطفال، 3 بنات وصبيين وانا البكر بينهم.
انهت ليز في مدرسة ماروبرا الشهادة الثانوية، لكنها لم تتمكن من الالتحاق بالجامعة بسبب مرض والدها،  وكونها الفتاة البكر في المنزل احست بالمسؤولية تجاه العائلة. وفي وقت لاحق درست الاعلام والانتاج السينمائي.
ما هي الأمور التي طبعت حياتك خلال نشأتك؟
كان لوالدي الأثر الشديد في حياتي وتعلمت الكثير من عائلتي، امور ايجابية طبعت حياتي. اكتشفت في عائلتي بعد المقارنة ان للعائلة اللبنانية مواصفات عديدة محببة. ولوالدي الفضل انني اتحدث اليوم العربية، واحببت العادات اللبنانية، مثل الضيافة والكرم ومحبة الآخرين. كان والدي منفتح على الجميع ويتقبل كل الناس  دون تفرقة ويساعد الكل دون انتظار اية مكافأة او شكر.
ولحسن الحظ كنت دائماً حاضرة الى جانبه ومعه خلال العمل وعند استقباله الضيوف او عند تقديم المساعدة لآخرين. هذا التواصل الاجتماعي مع الآخرين والانفتاح عليهم وقبولهم بمحبة زاد من حشريتي ورغبتي باكتشاف المزيد عن الآخرين. واعتقد ان هذه الامور دفعتني لدراس الاعلام والانتاج السينمائي.
ماذا عن حياتك الشخصية اليوم؟
انا متزوجة من رجل ايرلندي ولديّ صبي (19 سنة) وابنة (13 سنة). وهم يساندوني في عملي وتحقيقق النجاحات التي انجزتها  حتى اليوم.
هل من امور اخرى اثرت في حياتك؟
نعم، صحيح انني لم ازر بعد لبنان لكن ارتباطي به هو عميق. وتعلقي به اكتسبته من عائلتي والاقارب حتى اصبح جزءاً من حياتي. وانا احس بالانتماء العميق اليه.
الحرب اللبنانية اثرت بي للغاية بسبب المآسي التي وقعت على ارضه. خالتي قتلت ايضاً خلال الحرب. واحزن هذا الحدث والدتي للغاية. وهذا كان اول اختبار لي مع الموت والحزن. لكن الحرب زادتني حشرية لكي اكتشف الآخر واعمق معرفتي واسجل ملاحظاتي . بامكاني ان اختصر واقول ان كل الامور التي مرت في حياتي هي تجارب حلوة او قاسية، لكن احب الاختبارات التي مررت بها هي في العائلة ومع والدي. اكتشفت اهمية الاهل والعائلة والجيرة والضيافة وقبول الآخر، من عائلتي اختبرت ان الحياة ليست فقط اكل وشرب وعمل  وجني الثروة، بل هي ايضاً مُثل واخلاقيات وفنون وتفاعل مع الآخرين وقبول الاندماج دون خسارة التمايز الشخصي او فقدان الهوية الثقافية.
كل هذه الامور تنعكس في اعمالي وكتاباتي ومحاضراتي.
ما هو عدد مؤلفاتك حتى اليوم؟
لديّ حتى الآن كتابين Lucy Zeezon’s Goal,  و Lucy Zeezou
الرواية الاولى تحكي قصة فتاة من عائلة ثرية تستطيع الحصول على ما تريد بسبب ثروة العائلة. لكن لوسي زيزو تشعر ضمناً بالحزن لأنها ترغب ان تحقق احلامها وذاتها كما تريد وتحب.. في هذه الرواية لوسي تريد ان تكون لاعبة كرة قدم، تواجه صعوبات وتحديات مع العائلة والمحيط، لكنها لم تيأس وتابعت ممارسة هذه الرياضة واصبحت لاعبة ماهرة.
تعرفت لوسي الى شاب شبه معدم عاش معظم سنواته كطفل في الشوارع والازقة وهو يلعب كرة القدم ويرى فيها سبيلاً الى النجاح والشهرة على امل ان تبدل الكرة حياته وموقعه الاجتماعي الفقير وتعيد اليه الثقة بالنفس والنجومية. الاثنان من بيئات ومستويات اجتماعية متناقضة تجمعهم كرة القدم لتحقيق احلام مشتركة.
اما الكتاب الثاني، فهو تكملة لما يحدث فيما بعد.
وانا اعد كتاباً جديداً حول التعددية الثقافية وكيفية واهمية الاندماج مع الحفاظ على التمايز الاجتماعي.
هل تعتقدين ان الارهاب سوف يطيح بالتعددية الثقافية في استراليا؟
اعتقد ان التهديدات الارهابية سوف تجعلنا اشد قوة وتماسكاً بمفاهيم التعددية ومكوناتها وضرورة التعاون وتوحيد الجهود لمواجهة الاخطار التي قد تنتج عن ظاهرة الارهاب والاعمال الارهابية.
واود ان اذكر هنا اننا كعائلة نختصر المجتمع الاسترالي المتعددة. فأنا متزوجة من ايرلندي ولديّ صهر من غانا، وزوجة اخي صينية، واختي متزوجة من رجل يوناني  واخرى من تشيلي.. اننا نمثل عملياً المجتمع الاسترالي ولدينا علاقات متينة مع بعضنا البعض ونجتمع بشكل منتظم، نمارس الرياضة معاً ونحتفل بالمناسبات ونتناول المأكولات المختلفة. ونحترم الفروقات وعادات كل شخص منا.
كيف تحددين هويتك؟
في اعماقي اشعر انني لبنانية رغم انني ولدت واعيش هنا.. لست ادري اهي التنشئة ام التركيب الجيني. ابني يقول عن نفسه انه Lebrish اي لبناني ايرلندي.
من أثر بك من الشخصيات التي  اجريت لقاءات معهم؟
لقد قابلت شخصيات عالمية ومحلية وكل منهم زادني خبرة ومعرفة، لكن هناك بعض الشخصيات التي تركت اثاراً في نفسي وانطباعاً قد يدوم لسنوات طوال.
الدالي لاما ترك لديّ انطباعاً جيداً للغاية. التقيت به 3 مرات واجريت لقاءات متكررة معه. انه متفائل رغم كونه مهجراً عن ارضه، متواضع، محب، يعيش حالة من السلام الداخلي والانسجام النفسي. شديد الثقافة والاطلاع على تفاصيل الامور والاحداث حول العالم. يذكرني جداً بشخصية والدي . مانديلا ايضاً لديه نفس الشعور بالسلام الداخلي وشخصيته تجتذبك بسهولة. كذلك شخصية Lolesong Sangay.
هل من مشاريع مستقبلية؟
احاول الآن التفاوض مع شركة Blackink لنشر كتاب حول السيرة الذاتية لشخص اثيوبي Memoiries of Yared Waldi.
قصة حياة يارد تذكرني بتجاربي الخاصة. وهو متأثر بنفس فلسفتي الخاصة والتي تدعو الى افساح المجال امام الشبيبة المعاصرة ليحققوا احلامهم.
عاش يارد في الشارع بعد خسارة  عائلته الى ان وضع في مأوى. تحمّل الحزن والآلاl والعزلة وفقدان العاطفة وتمكّن بمثابرته وطموحه وتفاؤله من تحقيق ثقافة عالية وتخرّج من الجامعة. افتتح مدرسة ليمنح فرصة لاطفال الشارع لكي يحققوا احلامهم. واصبح اليوم من اهم المنظرين في قطاع التربية والتعليم.
كان يارد يتذكر دائماً وصية والدته: وحدها الثقافة تقضي على الفقر.. فعليك بها.
هل من كلمة اخيرة؟
ادعو الشباب ان يحافظوا على روحية الأمل والعزم على تحقيق احلامهم وطموحاتهم.. والثقافة هي دون شك افضل وسيلة لتحقيق الذات نتعرض في حياتنا لمطبات عديدة، ونتعثر ونسقط.. لكن يجب الا نتوقف عند الصعوبات. فالحياة مليئة بالفرص التي تمنح لنا تحقيق ما نريد.. علينا ان نسعى الى ذلك.