إحياء للذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن ورفيقه المؤهل أول أحمد صهيوني، أقامت منسقية «تيار المستقبل» في سيدني، ندوة في مقرها، بعنوان «الأمن بين الإرهاب والإغتيال السياسي»، تناولت إنجازات الحسن وظاهرة الإغتيال السياسي في لبنان، اضافة الى شؤون متعلقة بالتحديات التي تواجهها أستراليا والجالية العربية فيها بمواجهة الإرهاب والتطرف.
حضر الندوة ، القنصل العام اللبناني جورج بيطار غانم، نائبة مقعد غرانفيل جوليا فين، منسق «المستقبل» في أستراليا عبد الله المير، ممثلو أحزاب تحالف 14 آذار، مدير الوكالة الوطنية للإعلام في أستراليا سايد مخايل، رئيس الجمعية اللبنانية الإسلامية سمير دندن، عائلتا اللواء الحسن والمؤهل أول صهيوني، ممثلون عن جمعيات «المنية»، «بيروت»، «المجتمع الأسترالي» وغيرها من الجمعيات اللبنانية في أستراليا وأعضاء المنسقية ومجلسها الإستشاري، ومناصرو «المستقبل» وأبناء الجالية.
وتحدث في الندوة، التي قدمها مساعد الشؤون التنظيمية في منسقية سيدني زينة مرعي ومسؤول النشاطات في المنسقية حسن عبد الرحمن، كل من وزير التعددية الثقافية جون عجاقة، النائب جهاد ديب، نائب مفوضية شرطة نيوساوث ويلز نيك كالداس، عضو مجلس المستشارين في منسقية سيدني والناشط الإجتماعي والسياسي جمال ريفي ومنسق «المستقبل» في سيدني عمر شحادة.
وبعد الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء، تحدث عجاقة عن «الخسارة المأساوية لضحايا الإرهاب والحرب والإغتيالات السياسية في لبنان، وكل دول العالم»، لافتا الى «إننا في لبنان عانينا الحرب والقتل والإرهاب والإغتيال السياسي، ولكل منا ذكريات مؤلمة بفقد عزيز بريء ولا نستطيع أن ننسى هول الفجائع التي حلت بنا. في أستراليا نحظى بنعمة التعددية الثقافية ونتميز بالإنسجام بين مكونات المجتمع ، وينبغي لمجتمعنا الحفاظ على وحدته ورفض أيديولوجيا التطرف في مواجهة وحش الإرهاب الذي يضرب جميع أنحاء العالم».
وأشار الى ان « موقف الحكومة الأسترالية الصلب ضد جميع أنواع الإرهاب الذي يستهدف الأبرياء جلي وواضح، ولا يوجد مجال للتهاون مع أي عمل قد يشكل تهديداً لأمن أستراليا، كما أنها قامت بالعديد من المبادرات ورصدت الميزانيات لغرض اجتثاث البنية التحتية للإرهاب والتطرف»، معلنا « مبادرة لاقت إجماع الأطراف السياسية في البرلمان الأسترالي لإبداء التضامن باسم المجتمع الأسترالي بكامل مكوناته مع عائلات ضحايا الهجمات الإرهابية الأخيرة في فرنسا ولبنان والعراق وإدانة الإرهاب في العالم أجمع».
وشدد ديب على « ضرورة التركيز على الشريحة الشبابية من ضمن السياسات المتبعة في مكافحة التطرف والإرهاب»، لافتا الى « أهمية تعزيز روح الإنتماء إلى أستراليا، وإيجاد توازن بين الهويتين العربية والأسترالية من خلال تعريف الجيل الجديد على إرث وقيم بلدانهم الأصلية من جهة ودمجهم في المجتمع الأسترالي من جهة أخرى».
واعتبر أن «التعليم والثقافة من أهم ركائز التطور الصحيح لعقول الشباب الذين يشكلون سلاحنا الحقيقي في مواجهة التطرف وحماية أمننا، ونحن نستطيع عبر التعليم الإستثمار في شباب متوازن»، مشيرا الى « أهمية دلالات الإجماع الذي ناله مشروع إدانة الهجمات الإرهابية على اختلاف الدول التي استهدفها لجهة توحيد الكلمة بين جميع مكونات المجتمع الأسترالي والأحزاب الممثلة لها».
وتطرق كالداس إلى «أهمية وضع الشباب على الطريق الصحيح وإلا ضاع مستقبلنا ، فالشباب هم المستقبل»، لافتا إلى أن «الشرطة تبذل قصارى جهدها للوصول إلى فهم أعمق للجاليات في أستراليا من خلال التواصل معها على كافة المستويات».
وأشار الى ان «لدينا فرق عمل تعنى بالتعددية الثقافية في الجاليات كما لدينا وحدة تواصل مع الجاليات، مهمتها التحاور مع أبنائها وقادتهم الدينيين والإجتماعيين للوصول إلى إدراك لطريقة تفكيرهم وهواجسهم والتوصل إلى وسائل ناجعة للتفاهم ونزع أي فتيل محتمل للإحتقان بالإضافة إلى وحدة مكافحة جرائم الكراهية ومهمتها مراقبة المعلومات التي ترد عن جرائم كراهية وتحليلها واقتراح وسائل لمكافحتها».
وقال ريفي: «نحن هنا لتقديم أسمى آيات الإحترام لشهدائنا الأبرار الحسن وصهيوني وجميع ضحايا الإرهاب في كل مكان في تركيا ولبنان وفرنسا وبغداد، وهم بالنسبة لنا ضحايا هجمات ارتكبها إرهابيون ينتمون إلى الماضي، إلى العصور الوسطى وليس للمستقبل»، معتبرا ان «الوقت صعب، وهو وقت لامتحان اللحمة والتماسك بين مكونات المجتمع الأسترالي في حربنا ضد التطرف والإرهاب، كما أنه وقت لامتحان اللحمة بين أبناء الجاليات نفسها. لقد أتينا من لبنان الذي مزقته الصراعات لنعيش بسلام، ونحظى بحياة أفضل في أستراليا التي قدمت لنا الفرص والأمن والإزدهار».
وتحدث عن « ثلاثة عوامل مؤثرة على علاقة الجاليات بالمجتمع الأسترالي من جهة والعلاقات داخل الجاليات من جهة أخرى، وهي: أولاً تنظيم داعش نفسه، ثانياً الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي وثالثاً العنصرية والتطرف. إن مدبر هجوم باريس ومنفذيه ، مجرمون وكذلك الأمر بالنسبة للأستراليين الذين ذهبوا للقتال في سوريا «، مشددا على انه «علينا حماية أبنائنا وبناتنا من تأثير أولئك الناس الأشرار الذين يحرضون على الإرهاب تحت ذريعة الإسلام وهم ليسوا مسلمين في شيء ، فهم ينفذون أوامر الشيطان لا تعاليم الإسلام».
وقدم شحادة التعزية «بضحايا الإرهاب في كل مكان والتنديد بالجرائم والإنتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين»، لافتا الى انه «قبل ثلاث سنوات ودعنا اللواء وسام الحسن بذهولِ من فقد «السَنَد» وبِلَوعة من خسر «العزيز»، ولم تقلل هذه الأعوام الثلاثة من حجم هذه الخسارة، لا بل زادت الأحداث المتسارعة في وطننا ومحيطه من شعورنا بالحاجة لرجل الأمن الذي شكّل مظلة حماية للبنانيين جميعاً، ومعه غادرنا رفيقه المؤهل أول أحمد صهيوني الذي أبى أن يفارقه ، فسار معه مشواري الدنيا والشهادة ليلاقيه في المكانة الجليلة التي تليق بالشهداء. هو الجندي المجهول الذي يذكرنا بأخوتنا وأبنائنا وآبائنا في سائر القوى الأمنية اللبنانية الذين يموتون لنحيا وليحيا الوطن».
وقال: «ها هو وسام الحسن يطلّ من جديد من خلال الإنجاز النوعي الذي حققه فرع المعلومات حين ألقى القبض بسرعة قياسية على رئيس وأعضاء الشبكة الإرهابية التي نفّذت التفجير الأخير في ضاحية بيروت الجنوبية، ونحن هنا في أستراليا، بلد التعددية والمساواة بين جميع مكونات المجتمع، ننعم بالأمن وندرك قيمته تماماً لأن شهداءنا دفعوا حياتهم ثمناً ليحافظوا عليه. أولويتنا أن نكون مدماكاً في الحفاظ على أمن أستراليا».
وتلا المداخلات إجابة عن أسئلة الحضور، وقدمت منسقية «التيار» في سيدني هدايا تكريمية للمتحدثين من تصميم وتنفيذ قطاع المرأة في المنسقية.