أنطوان القزي

{ نحن اللبنانيين، نشأنا ونحن صغار على شعار Bleu, Blanc, Rouge وهي ألوان العلم الفرنسي الذي كان يرفع في ساحة النجمة في بيروت قبل سنة 1943، وقبل ان تغادرنا الأم الحنون.
كبرنا وتعلّمنا ان الاستعمار ظالم وهاجرنا وتفرّقنا في اصقاع الدنيا وما زلنا نقول Bleu, Blanc, Rouge.
في باريس بقي لون لـ Rouge وحيداً بعد سقوط اكثر من 130 قتيلاً يوم الجمعة الماضي.
وفي حملة التضامن مع الابرياء الذين سقطوا في فرنسا انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في جعل كل شيء بالألوان الثلاثة حتى الـ  Profile  الشخصي بات بهذه الألوان، وفي الخارج غطّت الألوان الثلاثة الـ تايم سكوير في نيويورك والترافالغار في لندن وبرج بكين وبرج العرب في دبي وجدار القدس العربي الشهير، ورغم ذلك لم يرق الأمر لبعض الاصدقاء من روّاد التواصل الاجتماعي في سيدني، اذ اعتبروا ان من يضع ألوان العلم الفرنسي هو كافر ومؤيد للاستكبار وكأن الأبرياء الذين سقطوا وبينهم عرب ومسلمون كثيرون ليسوا ابرياء وكأن اصحابنا جماعة «الفايسبوك» هم عرب ومسلمون اكثر من ابناء القدس الشرقية.