زهير السباعي
ضربت العاصمة الفرنسية باريس مجموعة من التفجيرات والعمليات الإرهابية الانتحارية التي تبناها التنظيم الإرهابي «داعش» اوما يسمى زورا تنظيم الدولة الإسلامية.
وتوعد التنظيم المزيد منها في دول أوروبا الأخرى ،مما جعل هذه الدول تستنفر كافة أجهزتها الأمنية والعسكرية وتنشر قواتها امام المباني الحكومية الرسمية والمطارات والموانىء .وعلى وجه الخصوص الدول المفتوحه على بعضها بنظام الفيزا الموحده شنغن»schengen». والتي يبلغ عددها 26 دولة تسمح لحامل هذه الفيزا بدخول أراضيها والتنقل في مدنها ومطاراتها، لقد بلغ مجموع ضحايا هجمات باريس حسب اخر إحصاء فرنسي رسمي حوالي200ضحية واكثر من 200 مصاب نصفهم إصاباتهم خطره،وكانت الأماكن المستهدفة مختارة بعناية ودقة متناهية والهدف منها إيقاع أكبر عدد من الضحايا والاضرارفقد تم اختار صالة»باتاكلان» لحفلات موسيقى الروك وملعب باريس الذي كان مكتظ بالجماهر الرياضية التي كانت تشاهد المباراة الودية بين فرنسا والمانيا وكان في مقدم الحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي نقل الى مكان آمن بعد أن دوت الانفجارات على أبواب الملعب ودب الذعر والفوضى بين الجماهير المحتشدة.ان أجهزة الاستخبارات الفرنسية حصلت على معلومات أن بعض هؤلاء الإرهابيين قدموا من دول الجوار وتحديدا من بلجيكا ،وهم مسلمون متشددون من خلفيات عربية وعلى وجه الخصوص بلدان المغرب العربي ،وتعتبر الجالية الجزائرية والمغربية والتونسية المسلمة من أكبر الجاليات الأسلامية في فرنسا ،ومن اكثر الدول التي تأثر مواطنيها بالفكر الوهابي التكفيري هم أبناء هذه الدول حتى أن مشاركة الحكومة الفرنسية بطيرانها الى جانب أمريكا وحلفائها بقصف مواقع داعش في سوريا والعراق كان الهدف هو العناصر الارهابية من حملة الجنسية الفرنسية التي تقاتل في سوريا منذ أربع سنوات والذي بلغ عددهم اكثر من 1500 إرهابي والقسم الأكبر منهم قادة ميدان وأصحاب اختصاص في التفجير والتفخيخ وقطع الرؤوس.
ان أحداث باريس وحدت الغرب في وجه الإرهاب وغيرت سياسة النفاق وازواجية المعاير عند البعض منهم وتعاطفت شعوب أوروبا مع ضحايا باريس ،وقام البعض باستهداف جوامع المسلمين في هولندا واسبانيا وربما تتسع حركة الاحتجاجات ضد المسلمين في أوروبا نتيجة هذه التفجيرات الدامية. وفي فرنسا التي لا زالت تحت هول الصدمة وهي تلملم جراحها خرجت مظاهرات تحمل لافتات تطالب الحكومة بطرد المسلمين وعودتهم الى بلدانهم ويبدو ان المسلمين هم من سيدفع ثمن الهجمات الداعشية في أوروبا .
أن من أسس داعش واخواتها هم الغرب أنفسهم ، ومن دعم هذا التنظيم عرب البترول ومن سهل دخولهم الى سوريا والعراق هو الوالي العثماني أردوغان ،ان هذه الدول عندما تكف عن الدعم المادي والعسكري واللوجستي لهؤلاء المجرمين تستطيع روسيا «بوتين» وخلال ثلاثة أشهر ان تقضي على كل ارهابي التنظيم، وليس كما قال أوباما في أحد مقابلاته عندما سئل عن المدة التي تستطيع فيها الولايات المتحدة الامريكيةالقضاء على الدولة الاسلامية «داعش» قال نحتاج الى عشرات السنين وربما نحتاج الى ثلاثين سنة.
ان هجمات باريس هي بداية النهاية لداعش وسوف تتحول هذه الدولة الاسلامية المزعومة الى مجموعة عصابات وقطاع طرق تتخذ من الجبال والكهوف مقر لها .لان ليس لها مستقبل لا في الحرب ولا في السلم وقد ضيق عليها الخناق من كل الجهات و صارت عبئاً على من اسسها ومولها ودعمها.ان القضاء على داعش اصبح ضرورة دولية ورغبة روسية ومصلحة عربية،لأن اجرامها فاق العقل والتصور .