آخر ما كنّا نتوقعه ان يصدر عن مؤتمر شارك فيه أناسٌ يحملون الجنسية الاسترالية بملء ارادتهم قرار يحظر المشاركة في تأدية النشيد الاسترالي. والقصة التي بدأت في احدى مدارس جنوب استراليا، اعتقد البعض انها فردية ورأوا فيها تصرّفاً فردياً عابراً. أمّا ان يتبنّى مؤتمر في سيدني شارك فيه المئات هذه القضية فهو يطرح علامة استفهام كبيرة حول عدم اقتناع مجموعة من الاستراليين برمز من رموز الوطن الاسترالي.
النشيد الوطني ليس سياسة ولا حزباً ولا عقيدة ولا ديناً ولا طائفة، ولم يحصل ان طالبت مجموعة اثنية في كل دول العالم بعدم انشاد النشيد القومي للدول التي تقطن فيها. الفكرة ملتبسة وكذلك التوقيت، وبدل الانضمام الى ورشة تعزيز التناغم الاجتماعي في هذا الظرف الذي يمرّ فيه العالم واستراليا نرى أناساً يدلّلون على التمايز ليس من باب التكاتف مع كل شرائح المجتمع لتحصين الأمن الاجتماعي بل من باب اثارة امور تعكّر صفو الخريطة الوطنية الاسترالية التي تحمي الجميع قانوناً واخلاقاً وحقوقاً وواجبات.
النشيد الوطني لا ينتقص من حزب او دين او عقيدة فلماذا نجعله علامة استفهام وموضع جدل؟!
أنطوان القزي
tkazzi@eltelegraph.com