عبدالوهاب طالباني

ما زلت اتذكر اللحظة التي  رفع فيها الاستاذ هه فال سيان ممثل حكومة اقليم كوردستان في عام 2009، راية كوردستان فوق مكتب ممثلية حكومة اقليم كوردستان في مدينة سيدني ايذانا ببدء مشوار العلاقات بين كوردستان والحكو مة الاسترالية ،  واتشرف كوني معه في تلك الاثناء كمنتسب للممثلية ومستمرا معه الى الان ..
منذ ذلك اليوم بدأت كلمة كوردستان تتردد في الاعلام الاسترالي بوتيرة اكبر ، ليس في مجال الكتابات التاريخية او الاخبار العادية بل في المجال الاسترالي الكوردستاني .
وتأتي أهمية استراليا كونها اكبر دولة وذات قوة أقتصادية هائلة في جنوب الكرة الارضية وفي جنوب شرقي اسيا ، ولها العديد من المواثيق والمعاهدات العسكرية والاقتصادية مع اكبر دول العالم مثل اميركا وبريطانيا والصين والهند وغيرها من الدول ، كما انها تملك  قوة عسكرية مهمة جدا ، وتملك اكبر الجامعات التكنولوجية ، والمعاهد الخاصة بكل العلوم ، وصاحبة ثروات  زراعية وحيوانية كبيرة ، وتملك ايضا ثروات معدنية هائلة، ولها خبرات مهمة في مجال السياحة.
وخلال الفترة ما بين افتتاح ممثلية حكومة اقليم كوردستان والى الان كان هناك الكثير من العمل الذي كان قد أنجز والذي كان من المطلوب انجازه ، وكان هذا عمليا ليس سهلا لآن  العلاقة مع اقليم كوردستان لم تكن موجودة في اجندة الحكومة الاسترالية بالشكل الذي يرضي ،  لذلك كان على الجانب الكوردستاني ان يبذل المزيد من الجهد حتى يتم ترتيب العلاقة معها تدريجيا ، وقد رأينا أن بعض الخطوات الجيدة قد تم انجازها من خلال اللقاءات المستمرة لممثل حكومة اقليم كوردستان بوزارة الخارجية الاسترالية والبرلمانيين الاستراليين ، وكان لبعض البرلمانيين الاستراليين دور مهم في إنشاء اللبنات الاولى لهذه العلاقات ، فلأول مر ة تم قراءة بيان عن جرائم الانفال من قبل عضو في البرلمان الاسترالي ، وكذلك زار كوردستان اثنين من البرلمانيين الاستراليين في أوقات مختلفة ، كما ساهمت استراليا في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية في الحرب ضد داعش عن ط ريق طائراتها والتدريب العسكري لقوات البيشمه ركة ، وارسلت استراليا أيضا بعض المساعدات الانسانية الى الكورد الايزدية الذين كانوا على جبل شنكال أثناء محنتهم ..كما عقدت علاقات على مستوى التعليم العالي وهناك الان العشرات من طلبة الدراسات العليا الكورد يدرسون في الجامعات الاسترالية مبعوثين من قبل حكومة اقليم كو ردستان .
كما كان للجمعيات الكوردية – الاسترالية ، ومنها على وجه الخصوص الجمعية الكوردية الموحدة في استراليا دور مهم في تقريب مشروعية القضية الكوردية الى الذهنية الاسترالية.
ولكن الذي يجب التأكيد عليه الان هو ضرورة تبادل الزيارات بين الطرفين ودعوة المسؤولين الاستراليين لزيارة كوردستان ، وزيارة المسؤولين الكوردستانيين  لاستراليا . لذلك يمكن أن نعتبر الزيارة الاخيرة لفلاح مصطفى مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كوردستان الى  استراليا ونيوزيلندة محطة سياسية ودبلوماسية مهمة ، في مواصلة بناء علاقات وطيدة في المجالات الاقتصادية والعسكرية والزراعية والاستثمار مع الاستراليين ، وثمة اعتقاد بان لقاءات فلاح مصطفى مع «جولي بيشوب» وزيرة خارجية استراليا ، وكذلك مع» توني سمث»   رئيس برلمان استراليا ، وكذلك مع وزير الادعاء العام الاسترالي ، وزعماء المعارضة الاسترالية في البرلمان الاسترالي ، وحضورهم أحدى جلسات البرلمان ، اقول أن هذه الزيارة ستكون له انعكسات ايجابية مهمة لصالح شعب كوردستان في مجالات  دعم البيشمه ركه بالسلاح والعتاد ، وكذلك في مجال دعم ملف الكورد الايزدية امام المحكمة الدولية واعتبار ما تعرضوا له حرب ابادة وجيوسايد بحقهم ،  ومساعد ة كو ردستان إنسانيا  في موضوعة إيواء حوالي مليوني لاجيء و نازح  .