By Hani Elturk OAM
بقلم هاني الترك
راجعت كتاب Resaon to believe : a personal story by Ron Tesoriero اي «اسباب للإيمان: قصة شخصية من تأليف رون تيسوريو قام بترجمته من الانكليزية الى العربية ابن عمي نقولا الترك.. وقابلت المؤلف الذي عرفتني به صديقتي ماري انكابابيان.. والكتاب رحلة ممتعة روحانية شخصية للمؤلف رون قادته الى الايمان بالمسيح ومصداقية الديانة المسيحية بعد ان كان مسيحياً بالاسم والولادة فقط.
ويبدأ الكتاب بالاشارة الى رجل الاعمال القسيس الذي اراد بناء كنيسة على الارض ولم يكن يملك ثمنها وكيف ارشده الله بحكمة خاصة لاقتناء الارض لبناء الكنيسة.
وبدا رون يفكر بقدرة الله وجمع الكتب عن الاطفال الثلاثة في فاتيما في البرتغال وظهور السيدة العذراء لهم حيث شاهد الظاهرة الاعجازية بعد ذلك مئات الآلاف من البشر.. اخذت الشمس تسقط على الارض.. وتحول الجمال الى رعب.. صرخ الالاف من الناس من الفزع.. وبعد ذلك هبت رياح غريبة في المنطقة وبسرعة جفت الملابس المبللة للجميع.. وابتعد رون عن عمله القانوني واخذ يبحث عن التجارب التي تثبت بالادلة القاطعة حدوث المعجزات.
وشاهد رون التماثيل للسيد المسيح والسيدة العذراء وهي تبكي دموعاً وتعتصر دماً.. وتشير التحاليل بأن الدم كان دماً بشرياً وكان صديق وجار رون الاعلامي الاسترالي المخضرم مايك ويليسي الذي ذهب بعد ذلك الى بوليفيا لرؤية امرأة عادية اسمها كاتيا.. وكانت كاتيا تكتب مئات الصفحات في التاريخ العميق والتعقيب على الكتاب المقدس بدون اخطاء دينية املاها السيد المسيح بنفسه لها.. وكتبت كاتيا 14 كتاباً تحتوي على فقرات حكيمة وباللغات الآرمية واليونانية واللاتينية والهولدنية مع انها لا تستطيع التحدث فيها او كتابتها او فهمها.. وهي تقول في احدى الرسائل المكتوبة على لسان السيد المسيح: «لقد خلقت كل شيء السماء والارض وكل ما عليها هو ملكي حيث مخلوقاتي البشرية لم تتبعني وهذا ما ابحث عنه .. اين هو الحب الحقيقي.. المسيح يريد اولاً وقبل اي شيء قلوب البشر.. فإن كل شيء في السماء سيكون مريحاً وسوف تمتلء قلوبكم بالبهجة والسرور.. وانه من الصعب على الارض بأن تصف الجنة المباركة».
وفي عام 1996 جاءت الاخبار من بوليفيا بأن كاتيا قد جاءها جراحات المسيح اضافة الى التمثال الباكي والرسائل العجيبة التي كتبت.. فقد عرضت جروح المسيح والعالم يجب ان يعلم بتلك القصة وان الجراح حقيقية وصحيحة واكثر واقعية من الاخبار التي تتداولها وسائل الاعلام.
وكان الاعلامي الكبير مايك ويليسي جار رون وصديقه وهو نجم تلفزيوني قضى في مهنته اكثر من 30 عاماً.. فقام بالبحوث وانتج وكتب واجرى مقابلات صحفية تلفزيونية تصل الى ملايين الناس. وعندما يتكلم مايك يصغي الجميع. وكان مايك مبتعداً عن الايمان وكان والده رجلاً مخلصاً للكنيسة الكاثوليكية وعيّن وزيراً للشؤون الخارجية في الحكومة العمالية الفيدرالية.. وقال مايك ويليسي لـ رون عن المعجزات بأنها ليست حقيقية ولا تحدث ابداً.. ولكن رون اقنع مايك بالذهاب الى بوليفيا.. وسافرا معاً الى هناك.. والتقيا بـ كاتيا.. وهي امرأة عادية لا تبتغي شيئاً ولا تستخدم النقود وهي ليست في حاجة الى الشهرة.. والمنديل الذي تستعمله تخرج منه رائحة عطرة جداً واريج لم يستنشقه رون من قبل.. بل واجمل عطر يستنشقه في حياته.. وتمثال السيد المسيح في منزلها اخذ في الانكماش وتغيير الملامح حيث تدحرجت العينان للخلف ونزف الدم.. وقال يسوع المسيح لـ كاتيا انه يجد اخذ فحص الدم النازف من التمثال ومطابقته بالدم القديم الموجود على الرداء الذي يعتقد انه لُفّ به المسيح بعد صلبه.. والموجود في الفاتيكان والمحفوظ منذ حوالي 2015 سنة.. حتى تثبت تماثل الدم عن طريق فحص الحمض النووي DNA.. ولكن التكنولوجيا غير متقدمة حتى الآن لفحص الحمض النووي فإن العلم لا يزال يتقدم.. ولذلك إن العلماء ينتظرون عدة سنوات الى حين تتقدم التكنولوجيا ويتم الفحص العلمي العتيد.
واصطحب مايك ورون كاتيا بعد حدوث الجراحات وعرضها على اطباء اختصاصيين بالجهاز العصبي ومركزه المخ. وقال الاطباء انها لا تعاني من اي مرض عقلي ولكن فيها قوة غريبة.. حتى انها كانت تعلم بماذا يفكر فيه الاطباء وهم في الغرفة المجاورة يتفحصون الآلات الالكترونية التي تشمل الموجات العصبية في دماغها.. ويقول رون ما رآه في 24 ساعة وقت حدوث الجراح يتحدى الشكاكين والعلماء والملحدين والعدميين والمنطقيين والانسانيين والوجوديين الذين يرفضون الاعتقادات التقليدية.. فقد تنبأت كاتيا بأن الجروحات ستحدث لجسمها والوقت الصحيح الذي ستحدث فيه وحدث ذلك بالفعل.. وتظهر الجروحات التي عاناها المسيح بهدف غفران الخطايا.. وتكررت الآن بواسطة كاتيا.
ان السيد المسيح يريد ان يعلم الناس انه حيّ في القربان المقدس ويتألم ويعاني.. فقد تحوّل الخبز في الكنيسة الى اللون الاحمر يشبه الدم.. مع ان الخبز كان موجوداً في الكنيسة المغلقة ولم يلمسه احد ليضع فيه مادة حمراء.. وفحصه عالم مختص وقال يظهر ان الخبز والدم عليه من اصل بشري.. وكأنه لحم اذ يمكن رؤية خلايا الدم البيضاء.. فهي بدون شك خلايا قلب في حائط البطين الأيسر ليست بعيدة عن منطقة الصمامات ولا يمكن تفسيره اكثر من ذلك.. ولا يعرف العالم كيف ولماذا يتغير خبز القربان المقدس مواصفاته ويصبح لحماً ودماً بشرياً حياً.. والحق لا يستطيع العلماء الاجابة على هذا السؤال.. فإن الاجابة فوق قدرة العلم.. ويمكن الاجابة على هذا السؤال في الكتاب المقدس اذ يقول انجيل متى وانجيل لوقا ما يلي:
عند العشاء مع تلاميذه اخذ المسيح قطعة خبز وصلى وقطع الخبز واعطاه للتلاميذ قائلاً: خذوه جميعاً والتهموه.. هذا هو جسدي الذي يبذل من اجلكم .. والتقط الكأس المملوء بالنبيذ فشكر وناول الكأس لتلاميذه وقال: خذوا هذا واقتسموه ما بينكم هذا هو كأس دمي ودم العهد الجديد الذي سوف يسفك من اجلكم وللجميع لكن تغفر لكم خطاياكم.. وافعلوا ذلك من اجلي.. وهذا ما تعتقده الكنيسة اذ ان القربان المقدس هو التقليد المركزي والهام للكنيسة.. فهو المنبع وقمة الإيمان.
ويشير المؤلف رون الى انه في القرن الثالث عشر كانت تمتلك قسيس الشكوك حينما كان يصلي ويرفع خبز القربان في مراسم الصلاة.. فبدأت الدماء تنزف وتتساقط على يديه وعلى قماش هيكل الكنيسة امام المصلين المذهولين.. ولا زالت قطعة القماش الملطخة بالدماء موجودة حتى الآن.
عام 2003 في مدينة ادلايد كان المركز البولندي يعم بالجماهير لافتتاح البرنامج الوثائقي الذي اعده رون مع مايك عن عجائب المسيحية.. وكان هناك رجل عجوز ينقر بعصائه.. عمره 84 سنة ومكفوفاً.. وعندما بدأ الفيلم تفتحت عيناه.. رأى الفيلم بوضوح تماماً.. ويتذكر كل مشاهده.. وعاد مكفوفاً بعد نهاية الفيلم.. وقد بدأ عليه الذهول لما اصابه.. وكذلك كانت هناك امرأة اخرى ضريرة رأت الفيلم بوضوح تام وتذكرت كل مشاهده رغم انها كانت مكفوفة.
ويسترسل المؤلف في الفصول الباقية تسجيل ووصف تجربته وتجارب ماضية ادت للإيمان والتعرض للعلم والتبشير بالانجيل قديماً وحديثاً.. الى اكتشافه الشخصي للاسئلة الكبيرة والمهمة النهائية يجب ان تتكون له وحده حيث يقول المسيح انه الكلمة الابدية.. حيث يكون جميع الاحكام علنية..عندئذ سوف يذهب الاشخاص المجهولون الى اعلى المراتب والاشخاص المشهورون اكثر انحداراً.. سوف يتكافأ الجميع حسب المحبة، وهو القائل لنا اذا كنت تحبني فأعمل بما اقول وبدون العمل الصالح لا تستحق محبتي.. في هذه الفترة القصيرة في الوقت التي تعاصرها .. كمدخل للحياة الابدية.
والسؤال هنا هل القربان المقدس هو بالحق يسوع؟
احضروا الفيلم الوثائقي عن تحوّل الخبز والنبيذ في القربان المقدس الى جسد ودماء يسوع المسيح عبر التاريخ.
وقام مايك ورون اللذان انتجا الفيلم بشرح كيف تمكنا معرفة بعد البحث العلمي للاعجوبة بأن القربان المقدس هو جسد ودم يسوع.. وجرت المناقشة بعد عرض الفيلم والحوار حول المستقبل العلمي لمقارنة الحمض النووي للدماء الموجودة على رداء تورين الذي لفّ به يسوع بعد صلبه وشرح عن التماثيل التي تنزف دماً.
القربان المقدس هو بالحق جسد ودم يسوع يقدمه الدكتور ريكاردو كاستانون بروفسور علم الاعصاب في الجامعات الغربية الذي كان ملحداً وتحول الى الايمان المسيجي. وهو يسلط الضوء على اعجوبة القربان المقدس ونتائجها على المجتمع والعلم والدين وقد نشر عدة كتب عن الدماغ والسلوك البشري.