بقلم هاني الترك
By Hani Elturk OAM
وصلتني الرسالة الآتية من صديق التلغراف عياد يس:
انها واقعة حقيقية وليست حكاية من الخيال فارجو ان تحتفظ بعقلك قليلاً بعد قراءتها.
اسمها مريم ملاك زكي في الثامنة عشرة من عمرها طالبة من ابناء الطبقة المتوسطة بصعيد مصر كانت مملوءة تفاؤلاً وتطلع الى المستقبل ولكنها الآن محطمة ومنهارة لا تستطيع ان تتحمل ماا يحدث لها من ظلم وفي نفس الوقت لا تستطيع ان تسكت وهي ترى كلية الطب التي كانت تحلم بها منذ سنين عديدة تبتعد عنها وتتبخر.
كانت مريم متفوقة في جميع مراحل دراستها الثانوية فقد حصلت على 95٪ و98 ٪ في السنتين ما قبل امتحان شهادة اتمام الدراسة الثانوية والتي اعطتها وزارة التربية والتعليم المصرية درجة صفر ٪ في جميع المواد.
تقدمت بالطبع بتظلم وعندما شاهدت اوراق الاجوبة التي قيل لها ان اجاباتها حرّفت على الفور وقالت انه ليس خطي لأن الخط باليد اليمنى وبخط النسخ بينما مريم تكتب باليد اليسرى وبخط الرقعه. وتم استكتابها امام خبير الخطوط بمقر الطب الشرعي والى هنا تفاءلت مريم واسرتها بالخير ولكن جاءت الصدمة كالصاعقة عندما اعلن الطب الشرعي ان الخط هو خط مريم وانها تستحق الصفر وكانت هناك مفاجأة اخرى اذ صدر تقرير من الدكتورة منى الجوهري استاذ الطب الشرعي بكلية الطب جامعة طنطا يثبت ان هناك تزوير في اوراق اجاباتها وهناك اختلاف تام في الاسلوب والخط.
تقدم محامي مريم بالطعن للنائب العام يطالب فيها الغاء قرار وزير التربية والتعليم باعتبار مريم راسبة وقد تم تحديد جلسة 28 ايلول سبتمبر التي تأجلت الى يوم 9 تشرين الثاني نوفمبر.
فانا اقول اذا كانت مريم تستحق الصفر فكيف حصلت على 98٪ من السنتين ما قبل الشهادة.
انه لغز اين ذهبت اوراق مريم ولمن ذهبت واقول لها لا تيأسي فربنا موجود.
يا صديقي عياد
لقد اطلعت على حيثيات القضية وراعني الظلم الواقع على مريم واود القول ان قصة مريم كما هو معروف تشير الى التأخر من الظلام الذي تقبع فيه الدول العربية وليس مصر وحدها وكلمتي باختصار شديد اننا في العالم العربي لسنا في حاجة الي ثورة دينية او عسكرية ولكن بحاجة الى ثورة ثقافية تعليمية لخلق الانسان العربي المخلص الامين الصادق صاحب القيم والضمير الحي والحافظ لمبادئ العدالة والمسؤولية ولا يضيع حق وراءه مطالب.
… واعجبني رد الأنبا سوريال اسقف ملبورن العملي عن استعداده لاستقبال مريم لتكمل دراستها في استراليا.