Hani-Elturk2

بقلم هاني الترك

By Hani Elturk OAM

اقلعت يوم 28 ابريل نيسان عام 1770 السفينة البريطانية انديڤر وابحرت عبر المحيطات حتى رست في بوتاني باي بتاريخ 1770 اذ اعلن كابتن السفينة جيمس كوك ان القارة هي ملك التاج البريطاني.
الكاتبة والروائية دينا سليم اعادت اكتشاف استراليا بنفسها ولذاتها ولعائلتها كموطن لها تمتد جذورها الى مهد الحضارات فلسطين.
فمنذ اللحظة الاولى التي وطأت فيها اقدامها ارض استراليا في برزبن وقعت دينا سليم بهيامها ولكن بحذر ومغامرة في البدء.. اذ كانت تشعر بالغربة لأنها مثل استيطان الاوروبيين لسيدني كوف  شعروا بالغربة التامة.. فبعد ان رست سفن الاسطول الاول بستة عشر عاماً من اكتشاف استراليا بقيادة الكابتن آرتر فيليب في سدني كوف بتاريخ 26 كانون الثاني يناير عام 1887 وضع العلم البريطاني على تربتها في اراض جديدة غير معمرة.. بدأوا بقص الاشجار والاكتشاف الداخلي والاستقرار.. هكذا بدأت الكاتبة دينا سليم مغامرتها في استراليا.. فمنذ البداية بدأت تتحسس الحياة يها وطرق استقرارها وحيدة مغامرة مكافحة.
وقد الفت كتابع «ربيع المسافات رحلة الى القارة الاسترالية» بشكل توليفة ادبية تشرح فيها انطباعاتها ومشاهداتها لاستراليا وتسردها بأسلوب روائي ادبي وشاعري بصيغة ثقافية حضارية.. حيث يتمتع القارئ بأسلوبها الأدبي الوصفي باكتشاف استراليا منها.
تستعرض دينا سليم تجربتها منذ وصولها في الوهلة الاولى بصورة واقعية ادبية بأسلوب رائع يمد المعلومات في فصول متزامنة عن قصة استقرارها مثل احوال الطقس والظروف الاجتماعية وقوانين العمل والبيئة وحتى التعامل مع الحيوانات .
شعرت الروائية دينا سليم بالشوق الحار لعائلتها التي تركتها في فلسطين وبلغت الذروة حينما قالت: «تمنيت لو خرجت مرة واحدة الى الفضاء دون حياء كي اصرخ واستنطق المنطق واخرج روحي من روعها  واتكلم»..
وتواصل الكاتبة دينا سليم استعراض قصتها في فصل (القادمون عن طريق البحر» وتذكر عن وصف لشاب افغاني حكايته اذ قال لها: هل كتبت مرة عن طفلٍ يولد من رحم امه وهي غارقة في البحر فيغرق بعد ولادته مباشرة والمشيمة تطفو على سطح الماء؟
وتنتقل دينا سليم الى تاريخ استراليا الحديث بما كتبه الكابتن جيمس كوك «ان الابوروجينيين اكثر سعادة منا نحن الاوروبيون يعيشون بهدوء والظروف الصعبة لا تضايقهم.. فان الارض والبحر والموارد القليلة تكفيهم دون ان يجتهدوا » وتقول سليم ان الابوروجينيين السكان الاصليين  في لقائهم مع المستوطنين  لأول وهلة ظنوا انهم نساء  نظراً لعدم وجود لحى ولكن عرفوا فيما بعد انهم رجال.. وحينما استوطن الاوروبيون استراليا كان عدد الابوروجينيين حوالي 300 الف نسمة وعدد لغاتهم حوالي 500 لغة. .وذكرت الكاتبة الصخرة المقدسة لدى الابوروجينيين (اولورو).
وتنتقل الى مشاهداتها  في سيدني وتجربتها فيها ورأت جسر  سيدني هاربر والاوبرا هاوس.. ووصفت فيه الاحتفال بلقائها في مدينة سيدني حيث استضافتها ابنة خالتها امل الدلو التي عرفتها بأبناء الجالية وعرفتها على صديقة وفية شاعرة عملت سابقاً في الصحافة.
وركزت في روايتها عن مدينة سيدني اذ قالت: ان عدد ابناء الجالية العربية يناهز 400 الف نسمة ويحافظ المهاجرون على تقاليدهم ولغتهم وتراثهم وهم يعيشون في عصر الخير والمحبة والجمال والألفة.. وقد نشطت الصحافة العربية وتعج المكتبات بالكتب العربية ولكن ليس على المستوى الكافي فلا شيء يشبه الوطن الأم من حيث الثقافة والكتاب.. ولا تنسى الكاتبة ذكر انها قابلت رئيس التحرير في صحيفة التلغراف انطوان قزي ومحرر الشؤون الاسترالية هاني الترك والكاتبة الدكتورة نجمة حبيب.
وتنتقل بعد ذلك الكاتبة الى وصف مدينة ملبورن عاصمة ولاية فيكتوريا وهي مكتظة بالسكان وتنافس سيدني في لقبها ومركزها.. وتستعرض بلمحة تاريخية عن حياة مدينة ملبورن.
وتعود بعد ذلك الى برزبن عاصمة كوينزلاند ثم الى الغولد كوست الذي يعتبر مصيفاً عالمياً. ان الكتاب ربيع المسافات هو مزيج من المعلومات والتجربة الحياتية للروائية المغامرة دينا  سليم.
فهو ثري بالمعلومات التاريخية والراهنة لاستراليا وكذلك روائي تدون فيه يومياتها بأسلوب روائي شيق.
وكتابها رصيد ابداعي لرواياتها السابقة.. اضافة الى نشاطها الثقافي في الصحافة العربية المحلية والعالمية .. فالمؤلفة امرأة واقعية وغير واقعية ومكافحة تعبد الكلمة حينما قابلتها قالت لي: ان الكتابة هي حياتها تسكب فيها ذاتها وهيامها في برزبن التي انشئت كمركز لاستقبال السجناء العتاه  من سيدني عام 1830 وعادت اليها لتستقر  . وتعثر فيها على نفسها .. فالكتاب هو وجه جديد باللغة العربية عن استراليا.. سوف يستفيد منه القراء العرب ويجب وضعه في مكتبة المنازل وايداعه في المكتبات العامة الذي يوجد فيها كثافة سكانية عربية.