بقلم هاني الترك
By Hani Elturk OAM
غداً الذكرى 73 لمعركة العلمين التي شاركت فيها استراليا وقتل فيها 1000 جندي استراليا.. وحسمت الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء ضد دول المحور.. ففي مثل هذا الاسبوع منذ 73 عاماً اندلعت الحرب في العلمين وواجه على ارضها 195،000 جندي من دول الحلفاء كبريطانيا واستراليا وكندا وبولندا واميركا مدججون بـ 1300 دبابة مسلحة تحت امرة القائد الانكليزي مونتغمري ضد جيوش جرارة تُقدّر بـ 105،000 جندي من المانيا وايطاليا وغيرها من دول المحور مع 600 دبابة تحت امرة القائد الالماني روميل الذي يسمى ثعلب الصحراء.
كان تشيرشل هو الرأس المخطط للاستراتيجية الحرب العالمية الثانية والتي لعبت فيها معركة العلمين دوراً حاسماً.
لم تكن القوات الاسترالية التي شاركت في المعركة مدربة تدريباً كافياً والعتاد العسكري الذي كان معها لم يكن متطوراً.. وكانت قد انسحبت من طبرق بعد ان اثبتت صلابتها وجدارتها في المقاومة. ففي طبرق سميت القوات الاسترالية بجرذان طبرق لأنها استطاعت ان تصمد وتتحمّل ضربات الألمان القوية المتواصلة قبل انسحابها واستبدالها بقوات اخرى.. وكالعادة في الحروب الكبرى مثل الحربين العالميتين الاولى والثانية كانت القوات الاسترالية تحارب في الخطوط الامامية في مقدمة جميع الجيوش وذلك لسببين:
الاول ان بريطانيا لا تضحي بجنودها في الخطوط الامامية والسبب الثاني ان الجندي الاسترالي معروف بصلابته وشجاعته وقوة احتماله بالحروب.. وقد اثبتت التجارب صحة هذه الحقيقة.
وبعد انتصار قوات الحلفاء في العلمين قال مونتغمري : بدون القوات الاسترالية من اللواء التاسع للجيش في معركة العلمين لما انتصر الحلفاء في الحرب:
وقد نشرت لأول مرة المذكرات اليومية لمعركة العلمين والتي سجلها يوماً بيوم الجندي الاسترالي توم روبرتس.. وكان روبرتس قد اشترك في الحربين العالميتين الاولى والثانية..
ففي 22 ايلول سبتمبر عام 1914 تجند روبرتس في الجيش الاسترالي وكان عمره آنذاك 14 عاماً ودرب كجندي مدفعي.. ترك روبرت الجيش بعد مشاركته في الحرب العالمية الاولى التي انتهت عام 1918..
وفي عام 1940 تطوّع مرة اخرى في الجيش في الحرب العالمية الثانية.. وكتب في مذكراته:
«شعرت ان من واجبي وضع قدرتي كمدفع في خدمة استراليا وبريطانيا والعالم.. اذ ان المستقبل كان يبدو مظلماً بالنسبة لبريطانيا في المعارك التي خاضتها قبل معركة العلمين».
وقد تمكن روبرتس من الحفاظ على مذكراته في الحرب مع ان ذلك كان ضد قوانين الجيش.. وكذلك احتفظ بكاميرا سراً التقط فيها مئات من الصور على الخطوط الاولى للجبهة.. وقد مات روبرتس عام 1988 فيما كان يعد مذكراته للطبع…
عندما قررت اليابان وهي القريبة من الحدود الاسترالية دخول الحرب سنة 1943 بعد اندلاعها بأربع سنوات.. اي في سنة 1939.. كان الهدف الياباني الطبيعي هو استراليا.. في ذلك الوقت قالها تشرشل للقادة العسكريين: انه يفضل سقوط استراليا بين ايدي اليابانيين على ان يضحى بقواته فيما لو ارسلها للدفاع عن القارة.. وحينما علم السفير الاسترالي في بريطانيا بتلك الانباء ابلغ فوراً الحكومة الاسترالية لتشارك في الحرب ضد اليابان في دولة الباسفيك.. وخصوصاً في نيو غينيا.. وذلك لاضعاف القوات اليابانية ومنعها من الهجوم على الاراضي الاسترالية. وقد لعب القدر دوراً في نجاح استراليا في حربها ضد قوات المحور وخصوصاً اليابان.. فالذي حدث ان اليابان هاجمت بغته القوات الاميركية في جزيرة هاواي الاميركية.. مما دفع القوات الاميركية الى المساهمة الفعالة في حربها ضد اليابان ومساعدة استراليا عسكرياً.
كانت معركة العلمين هي المدخل الرئيسي نحو نصر الحلفاء ضد دولة المحور.. وهي التي انتصر فيها الحلفاء بعد مشاركتهم في معركة تلو الأخرى .. وخصوصاً مشاركتهم في اوروبا وشمال افريقيا.. وانتهت المعركة رسمياً بتاريخ الثالث من شهر تشرين الثاني في عام 1942.. والآن بعد مرور ستين عاماً على المعركة الشهيرة ماذا حققت الحرب؟.. لقد حصدت الملايين من الابرياء.. وفي معركة العلمين وحدها قتل 50،000 جندي من المحور.. ومن دول الحلفاء قتل 13،500 جندي. اي حوالي 65 الف جندي دفنوا في مقبرة جماعية لا تزال تلفهم التربة في العلمين.. وقد اثبتت الحروب ان الضحايا دائماً هم من الابرياء الين يتحملون ويلاتها وعذاباتها.. والقادة الصانعون المخططون لهذه الحروب هم الجناة المجرمون اصحاب الاحلام المجنونة في السيطرة على العالم.. لأن الذي يدفع الثمن عادة هم عامة الشعب ويدفعون من دمائهم وحياتهم.