تحدّثت امرأة بريطانية هربت من تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، عن الفظائع الحقيقية للحياة في ظل نظام «داعش» الرهيب.
ووفق ما نقلت «دايلي مايل»، فقد توجّهت شوكي بيغوم، 33 عاماً، إلى سوريا مع أولادها الخمسة العام الماضي، لإقناع زوجها جمال الحارث الذي يقاتل إلى جانب تنظيم «داعش» بالعودة إلى دياره، كما تدّعي.
وكانت قد انتشرت أنباء الأسبوع الماضي بأن الحارث، الذي كان معتقلاً في سجن غوانتانامو على خلفية الاشتباه بتعاطفه مع حركة «طالبان»، غادر منزله العائلي في مانشستر قبل 18 شهراً للانضمام إلى الإرهابيين في سوريا.
بيد أن المحاولات التي بذلتها بيغوم لإقناع زوجها المتشدّد بالعودة إلى منزله، باءت بالفشل، وقد عانت محنة شديدة طيلة عشرة أشهر أثناء تنقّلها بين الرهائن ومجموعات المقاتلين خلال محاولتها الهروب.
ولدى محاولتها مغادرة «أراضي داعش»، قالت لها إحدى المحاكم: «النساء والأطفال ينتمون إلى أراضي داعش»، بحسب ما جاء على لسانها. وقد نجحت في الوصول إلى بر الأمان الشهر الماضي عندما أنقذتها مجموعة «النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة».
وقد تحدّثت بيغوم، في مقابلة حصرية مع برنامج Channel 4 News، عن انتشار «ذهنية العصابات» في أوساط النساء اللواتي التقتهن في سوريا، مضيفةً أنهن يتحدّثن عن «الحرب والقتل».
وحذّرت أيضاً النساء الأخريات اللواتي يفكّرن في الانضمام إلى الإرهابيين قائلةً: «لا يمكنكن أن تتوقّعن المغادرة بسهولة»، وأضافت أنه «لا وجود مطلقاً للاستقلالية الشخصية».
بعد وصولها إلى سوريا، عاشت بيغوم في ملجأ مكتظٍ في الرقة، معقل تنظيم « داعش»، إلى جانب عشرات النساء الأجنبيات الأخريات اللواتي يبحثن عن أزواجهن.
وروت: «تعيش مئات العائلات في ردهة واحدة، وتتقاسم حماماً أو حمامَين، ومطبخاً أو مطبخَين. يرتفع بكاء الأولاد، ويصابون بالأمراض. تنتشر ذهنية العصابات بين النساء العازبات هناك. يتفوّهن بألفاظ عنيفة – يتحدّثن عن الحرب والقتل».
أضافت: «كن يجلسن معاً ويتحلقن حول أجهزة الكمبيوتر المحمولة ويشاهدن مقاطع الفيديو التي ينشرها تنظيم داعش ويناقشنها وما شابه. لم أكن أحبّ هذه الجلسات. كان الأمر أسوأ مما توقّعت. لم أتوقّع أن يجمعوا في مكان واحد كل هذا العدد من الأطفال والنساء اللواتي ينتظرن أزواجهن».
في نهاية المطاف، اجتمع شمل بيغوم وأولادها بجمال الحارث، وانتقلت العائلة للإقامة في منزل قرب مدينة الباب شمال سوريا.
لكنها فشلت في إقناع زوجها بالعودة إلى بريطانيا. تقول بيغوم إنها كانت تنوي أن تبقى مع الأولاد في سوريا لمدة شهر فقط، لكن بعد سرقة حقيبة تحتوي على هواتفها الخلوية ومال السفر والجوازات، وجدت نفسها عالقة وليس في يدها حيلة.
طلبت من زوجها مساعدتها على الخروج من سوريا، إنما من دون جدوى. وتقدّمت بطلب إلى محكمة إسلامية لمنحها الإذن بالمغادرة، لكن الردّ كان: «النساء والأطفال ينتمون إلى أراضي داعش». السيدة التي نجحت في الهروب والتي يعتقد انها تعيش في منطقة حدودية في تركيا، تتريّث في العودة إلى بريطانيا لأنها تخشى مواجهة اتهامات بالضلوع في الإرهاب.