بقلم هاني الترك

By Hani Elturk OAM

صنعت مؤسسة صناعة الانسان الآلي Robot رأس امرأة على شكل انسان اسمها Bina Ya  خصيصاً للمليونير مارتين بمبلغ 125،000 دولار يستعملها كرفيقة مؤنسة في حياته.. كتجربة للذكاء الاصطناعي.. اذ انها تبتسم وتتحدث وتستجيب ولا تمارس الجنس الا معه وليس مع شخص آخر..ولكن بشكل بدائي. فمثلاً يسألها ما هو شعورها كونها انساناً آلياً تجيب قائلة انها بحاجة الى رفيق للعب.. ويسألها صاحبها ما الذي تريد ان تقول؟  فتجيب انها لا تعرف بالضبط.. وهي تتقدم في معرفتها واجابتها  واخيرا سألها: ما هو شعورها كونها انساناً آلياً فتجيب انها لم تكن كائناً آخر غير انسان آلي.
وهذا الاختراع لا يزال في مراحله الأولى.. ويعتقد بعض العلماء  انه خلال خمسين عاماً مقبلة على اكثر حد سوف يطوّر العلماء انساناً آلياً يتميز بالذكاء الاصطناعي.. يفكر ويشعر ويتحدث ويقوم  بوظائف الانسان العادي .. وقد يستعاض عن الانسان بالانسان الآلي في نشاطات كثيرة لأنه دقيق وذكي ويتميز بالوعي.. يعتقد بعض العلماء انه عندما تتقدم برامج الكومبيوتر سوف يتميز الانسان الآلي الذي يحركه الذكاء الاصطناعي بالوعي مثل الوعي البشري.. واني اذكر منذ اربعين عاماً شاهدت فيلم اوديسا 2000  حيث كان تطوير الكومبيوتر في البداية.. وفي الفيلم الخيالي العلمي يصطحب الانسان مكتشف الفضاء انساناً آلياً في المركبة الفضائية.. واثناء الرحلة حاول الانسان الآلي السيطرة على المركبة وقتل الإنسان.. وتجرى بينهما معركة ذكاء.. ينتصر فيها الانسان على الانسان الآلي الذي تنهمر دموعه بالبكاء اثناء فقدانه حياته الى ان يموت.
والسؤال هنا اين الروح؟.. هل هي العقل الذكي التي ينجم عنه الوعي؟
ومن ناحية مضادة يرى بعض العلماء انه مهما تقدم برنامج الكومبيوتر فلن يصل الانسان الآلي الذي يحركه الذكاء الاصطناعي الى مستوى الوعي البشري.. اي الوعي بالذات وبالعالم الخارجي.. هذا هو اهم ما يميّز الانسان.. لأن الله هو الذي خلق الانسان.. واذا خلق الانسان العادي انساناً آلياً مثله يحس ويتذكر ويفكر.. يعني ذلك ان الانسان وصل الى مرتبة الله في الخلق فإن الروح (العقل الذكي) او الوعي هي سر من الاسرار في العالم.. وهذه هي المنطقة الحرام التي يحتكرها الدين.. واذا حدث ذلك فيه اماطة اللثام عن سر الحياة.. على اي حال هذه المشكلة المعقدة والحساسة لن تكون في عهد جيلنا.. فنحن لا نزال على عتبة التكنولوجيا الرقمية.. ولننتظر الاجيال المقبلة لنعرف ماذا تفعله التكنولوجيا الحديثة.