لندن التي خلعت ثوب الاستعمار ورفعت في افضل ساحاتها تمثالاً لنلسون مانديلا، لندن اكبر مدينة اوروبية وفيها اكبر مطار اوروبي (هيثرو), لندن عاصمة اعرق ديموقراطية في العالم.. هذه اللندن تشهد قريباً انتخابات بلدية يخوضها اثنان: الاول ابن ثري يهودي متحدر من اصول المانية وهو زاك غولدسميث عمره 40 سنة يترشح عن حزب المحافظين، والثاني ابن مهاجر باكستاني مسلم سائق حافلة يدعى صديق خان وعمره 45 سنة يترشح عن حزب العمال.
نسوق هذا الكلام لندرك ان عاصمة الانكلوساكسون والكومنولث الكولونيالي والملكة اليزابيت رأس الكنيسة Church of England والامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، هذه العاصمة لم تعد ترى فروقاً بين البشر..
ونحن المستعمَرين السابقين في الشرق الاوسط، بتنا نستعمر انفسنا بالعصبية والحقد والكراهية وبالمذهبية والعرقية وتهجير الاقليات والتنكيل بمن يخالف عقيدتنا.
لقد خلعت لندن ثوب الاستعمار لتفتح صناديقها امام مسلم ويهودي، ونحن نلبس عباءات استعمار ذاتي عناوينه التشدّد والتطرّف والتزمّت والتصفيات؟!