سارت التعازي في اليومين الأخيرين على خطين منفصلين : بيروت – انقرة وبيروت طهران، ففي حين تسابق قادة قوى 14 آذار لتعزية اردوغان واوغلو بضحايا انفجار انقره الذي اودى بنحو مئة قتيل، طارت برقيات التعزية من قوى 8 آذار باتجاه طهران معزية بسقوط الجنرال الايراني حسين هداني في سوريا.
حتى ذكرى 13 تشرين الاول سنة 1990 سارت على خطين وانطلاقاً من بعبدا: الجنرال يقول لأهل الحكم «ابواب الجحيم لن تقوى علينا» ودوري شمعون يقول : « الجنرال في الهريبة كالغزال».. وفي حين يحتفل التيار الوطني بشهداء الجيش اللبناني انطلاقاً من بيئة 8 آذار، احتفل الوطنيون الاحرار بذكرى داني شمعون انطلاقاً من بيئة 14 آذار علماً ان ان المناسبة كانت واحدة.. هي دخول الجيش السوري الى بعبدا.
غريب.. في التعزية وفي الشهادة وفي الموت وفي وضع الاكاليل، انقسام سياسي عامودي وفي حين يستعمل جماعة 14 آذار عبارة «شهداء القضية اللبنانية» في الصلاة على ارواح الشهداء، يتحاشى جماعة 8 آذار هذه العبارة خوف تحميلها محملاً يزعج حلفاءهم.
وهكذا من انقره الى طهران وبعبدا.. حتى الموت بات يفرّق.
ومن اخبركم: «ان ما تفرّقه الحياة يجمعه الموت»؟!
أنطوان القزي
tkazzi@eltelegraph.com