هذا المساء ينبضُ قلبُ المؤسسة الاعلامية فرحاً هذا المساء بالحضور العراقي الأبهى، يتقدمه سعادة السفير مؤيد صالح، ويكبرُ قلب رئيس مجلس الادارة والي وهبه بهذه الباقة الفوّاحة تنثر الاريج البابلي في حقول العطاء والتألق على انواعها.
صحيح ان اجدادنا الفينيقيين نحن اللبنانيين وزعوا الحرف في العالم، والصحيح ايضاً ان العراقيين جعلوا من الحرف ذهباً ومن الكلام أدباً، فأعلوا بآدبهم نثراً وشعراً هياكل اطلّت بهم على نوافذ الضوء.
وبين الابجدية والابداع العراقي تعانق اغصان الارز مروحة النخيل ليصبح عرس الابجدية فرحاً نتقاسمه على كل البيادر.
وصحيح ايضاً انه قيل: القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ، واليوم ولو اعدنا النظر في مسيرة الادب الراهنة لوجدنا ان بغداد تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ ايضاً، فالعراقيون، ومع كل إشراقة شمس يتركون بصماتهم تحت كل سماء ادباً وفناً وعلماً ولا تخلو حاضرة من حضورهم اللمّاح من ستوكهولم واوسلو وكوبنهاغن ولندن وبرلين وبراغ واسطنبول وتونس والمغرب والقاهرة وبيروت ودمشق وعمّان وصولاً الى سيدني وملبورن واوكلاند التي لا تخلو كلها من مبدع عراقي شاعرآً كان ام فناناً تشكيلياً ام عالماً.
نحن واياكم يا سعادة السفير نتشارك هم الحرف معاً، فبيروت لا تنسى مرور محمد صافي النجفي في واحتها الثقافية في الاربعينات، ولا تنسى اقامة معروف الرصافي في الخمسينات، وبعدهما «ابا فرات» محمد مهدي الجواهري في مطلع الستينات ، هذه البيروت التي نشأت اجيالها على قصائد المتنبي وابي تمّام وسواهما وعلى نثر الجاحظ وشنفت آذانها على صوت ناظم الغزالي.
تكبر بكم اليوم في سيدني اخوة يتحلّقون حول مائدة العائلة الواحدة لتجمعنا مائدة الحرف كما تجمعنا مائدة الخبز والملح.
ايها الاصدقاء
ها هي بيروت اليوم ما زالت تطبع في استراليا عبر المؤسسة الاعلامية مع التلغراف والانوار والنجوم والتغراف ويك اند وموقع الميد إيست، وها هي بغداد لا زالت تقرأ في سيدني عبر الجالية العراقية، هذه الجالية التي رافقتها «التلغراف» وكانت بينهما توأمة روحية. التلغراف التي حملت همّ العراقيين على مراكب اللجوء وفي المعتقلات التي دخلتها سائلة عن احوالهم، و»التلغراف» التي سطّرت للجالية العراقية عناوين ذهبية اطلت بها على الاغتراب كنزاً عراقياً يجوب الكون مستعيداً رحلة سندباد.
والمؤسسة الاعلامية اليوم تفخر بأن يكون رئيس تحريرالنجوم لديها صديق عراقي هو الشاعر والاعلامي وديع شامخ. عدا الأعمدة والتحقيقات الفنية التي يرفدها الينا الأخوة العراقيون في استراليا ومنهم الصديقان عبد الوهاب طالباني وعلاء مهدي وغيرهما كثر في سدني ويحيى السماوي في أدلايد وخالد الحلّي ويوحنا بيداويد في ملبورن وفاروق صبري في أوكلاند، عدا الأقلام العراقية التي تزيّن صفحات مجاة النجوم..
وختاماً ، نستقبلكم اليوم يا سعادة السفير في المؤسسة الاعلامية ليس سفيراً ديبلوماسياً وحسب، بل سفير كل هذه العطاءات العراقية وحولكم كوكبة مشرقة من هذه العطاءات التي تمثل كل الاطياف العراقية.
فمؤسستنا برئيس مجلس ادارتها والي وهبه واسرتها التحريرية والادارية هي ايضاً سفارة وقنصلية اغترابية حملت هموم الاوطان الام ورافقت نجاحات المغتربين وهي تشدّ على ايديهم كل يوم، كما تشدّ على ايديكم جميعاً هذا المساء وتشكركم على حضوركم.