أكد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط أن «التموضع في سوريا اليوم يرسم بالدم وروسيا تقوم بحماية الساحل العلوي والحرب مستمرة ففي حال خسر النظام ستبقى المحمية الروسية الأسدية».
وقال جنبلاط في حديث لقناة «الجزيرة»: «سنختبر مصداقية السيد بوتين إذا كان يريد محاربة «داعش»، لكن واضح حتى الآن أن هم بوتين هو حماية النظام. إن في ذلك إستكمال لحفلة الجنون. كان المنطق الأساسي للافروف كان النظر الى التظاهرات الشعبية أنها مؤامرة ضد النظام» مشيراً إلى أنه طلب «من لافروف ألا يعادوا السنة فردّ بقسوة ولم يقبل بأن يكون هناك ثورة شعبية محقة».
واعتبر أن «الحديث عن حرب صليبية جديدة حماقة ويضر أولا المسيحيين في سوريا والمنطقة العربية»، مشيرا إلى أن «غرور القيصر بوتين والبطريرك الروسي أوصلهما إلى هذه الحماقة وسيقضيان على ما تبقى من مسيحيين في المنطقة العربية».
وإعتبر أن «تخلي الغرب عن المعارضة المعتدلة جريمة مما خلق حرباً طائفية في سوريا»، مؤكداً أن «كل مراكز الأبحاث الإسرائيلية همها بث الفرقة والتقاتل بين المسلمين والعرب»، معتبراً أنه «ليس هناك تناقض روسي إسرائيلي والجالية اليهودية في موسكو لها نفوذ كبير، فالتنسيق الروسي الإسرائيلي موجود وقائم حتى على حساب الشعب الفلسطيني».
وأشار جنبلاط إلى أن «القومية العربية حرمت الأكراد من حقوقهم المشروعة، والخرائط ترسم اليوم بالدم»، قائلا: «لا أؤمن بتحالف الأقليات وأنا مع الحل السياسي في سوريا دون الأسد، مؤكداً بأن «الدول الكبرى تتناحر اليوم على جثث الشعب السوري»، مضيفاً «أترحم على السلطنة العثمانية وولاياتها السابقة تتمزق وعلينا ألا ننسى «وعد بلفور».
ورأى جنبلاط أن «الروس وضعوا صواريخ في طرطوس وهذه رسالة مزدوجة لتركيا وإسرائيل»، مذكراً بأن «هناك ثروات نفطية هائلة أمام طرطوس والساحل اللبناني ومصر إكتشفت مؤخراً حقول الغاز»، معتبراً أننا «أمام طريق طويل من التمزيق فهل بإمكان العرب والأكراد من الوطنيين تفادي ذلك»؟
وتابع جنبلاط: «على مشارف نهاية حياتي السياسية وربما الجسدية لن أعترف بتحالف الأقليات وأنا مع الحل السياسي في سوريا من دون بشار الأسد ومع تعددية وطنية تؤدي إلى طائف سوري لأنه في النهاية لا نستطيع أن ندين العلويين لهويتهم العلوي فهم عرب وليسوا كلهم مع بشار»، مؤكدا أنه «لا بد من إزاحة بشار ووضع صيغة حل ما ولكن الدول الكبرى تتناحر على جثث الشعب السوري وجثة سوريا».
وأردف قائلا: «هناك حرب باردة في أوكرانيا وإبتلعت شبه جزيرة القرم، وفي الشيشان قامت ثورة محقة وما قامت به روسيا آنذاك هناك تكرره الآن بشكل أشنع وأفتك في سوريا»، معتبراً أن «هذه الحرب لن تنتهي وبوتين يحاول القيام بحرب إستباقية والقول لمسلمي موسكو أن ما أفعله في سوريا أستطيع أن أفعله في الشيشان وليس إفتتاح المسجد في موسكو سوى مسرحية كبيرة».
وأكد جنبلاط «بأننا كنا في مرحلة صوملة سوريا أصبحنا في مرحلة أفغنتها، والروس يفتكون في سوريا كما فعلوا في «غروزني» لتطويع الشعب السوري»، مشيرا إلى أن بوتين يبعث رسالة للجمهوريات الإسلامية القريبة منه».
أما فيما يتعلق بالموقف الفرنسي فقال: «موقف فرنسا أخلاقي وهو ملتزم بضرورة إزاحة آل الأسد من الحكم»، أضاف: «السلطات الفرنسية منسجمة مع نفسها بأن هناك ظلم يرتكب بحق الشعب السوري»، مشيراً في مجال آخر أن «بشار ومن خلال الآلة الاستخباراتية التي ورثها كان لها علاقة جيدة مع الإستخبارات الألمانية والفرنسية والبريطانية وعندما تلتقي مصالح الدول تنسى شعوب بأكملها».
وقال النائب جنبلاط: «حاولت أن أذكر الدروز بماضيهم الشريف عندما وحدوا سوريا لكن لم أوفق، والشيخ البلعوس قام بمحاولة تمرد على النظام لكن النظام قتله وهذه كانت ضربة قاسية»، أضاف: «ليس هناك لدروز سوريا إلا المصالحة مع أهل حوران».
ودعا جنبلاط إلى «حل سياسي للحرب اليمنية»، داعياً إلى «الحد الأدنى من الحوار السعودي- الإيراني لإنهاء هذه الأزمة»، معتبراً أن «الجمهورية الإسلامية دولة كبرى وهذا واقع سياسي جغرافي عسكري لا بد من التعاطي معه بواقعية لتلافي أي صدام».
وختم جنبلاط كلامه بالقول: «أرى صورة سوداء في العالم العربي، وفلسطين ستضيع».