نائب مفوض الشرطة كالداس:
يجب الا تقسمنا المأساة وعدم الانتقام
تفيد التحقيقات ان المراهق فارهاد خليل محمد جبار الارهابي المقتول كان يحمل موادمرتبطة بمكتبة اسلامية في سيدني ويحمل سلاحاً استعمله في قتل موظف كاتب في جهاز الشرطة .
وتحقق الشرطة ايضاً في المصدر الذي حصل فيه على السلاح الذي استعمله في الهجوم الارهابي.
وتم تحديد تحركات المراهق في منزله في نورث باراماتا الى الجامع في باراماتا حيث كان الأئمة قد القوا خطباً دينية . فبعد ان غادر الجامع ذهب الى مركز الشرطة مخبئاً السلاح تحت ملابسه.
ويتفحص الخبراء الشرعيون المواد التي كان يحملها في حقيبته والتي لها علاقة بالجريمة.
وصادرت الشرطة شريط التسجيل للأئمة لمعرفة فيما اذا كان فيها تأثير على المراهق في هجومه على مركز الشرطة في باراماتا.
وقد اغلقت الشرطة الجامع مع ان رئيس ادارة الجامع نائل قدومي قد سلم شريط التسجيل الى الشرطة.
وقال قدومي انه لا يعلم وينفي الاتهامات اذ كانت الخطب عن اعمال الخير وعبادة الله ومساعدة الآخرين وليس للقدومي علاقة بالحادث.
ونفى القدومي ان احد المتحدثين في خطب الجامع هو من حزب التحرير وغير متأكد فيما اذا كان جبر قد تلقى السلاح من شخص من الجامع والشرطة قد حققت معه فيما يتعلق بالحقيبة وقال القدومي ان الشرطة اخبرته ان صور الكاميرا تشير الى ان جبار كان يحمل السلاح وان الشرطة تحقق في الإدعاء.
وعُلم ان جبار (15 عاماً) كان يحمل السلاح وحقيبة عليها شعار NIKE وحصلت عليها الشرطة فكان بجانب مدرسة آرتر فيليب الثانوية العامة والتي تبعد بـ 300 متر من مكان اطلاق النار.
وتشارك عناصر وكالة الاستخبارات الاسترالية آزيو في التحقيق مع فريق مجابهة الارهاب.
وشوهد اقارب الارهابي وهن يندبن حينما تركن مشرحة غليب بعد تعرفهن على الجثة.
وتغطي النساء انفسهن بالبرقع وكن بصحبة رجلين تم نقلهن من شقة في نورث باراماتا حيث تعيش عائلة القاتل.
وقد صرخ احد الرجلين بالصحافيين بأن يغادروا المكان محذراً انه سيلجأ الى استعمال شيء آخر.
ووصف زملاء جبار بأنه هادئ الطبع ويلعب كرة السلة بمهارة ولكن خلف ذلك كان يتجه الى التطرف اذ له علاقة بمجموعة متطرفة جذبت اهتمام الشرطة مع ان جبر لم يكن متطرفاً.
كان صديق لـ جبار قد وضع شريط فيديو اسلامي متطرف يصف نهاية الزمان ويطلق على الرئيس الاميركي باراك اوباما بالخائن.
ومن ناحية اخرى عبر جيران عائله جبار عن صدمتهم بتحول فتى مثل جبار الى اعمال العنف وقال احدهم انه لم ير المراهق وهو يرتدي ملابس تقليدية اسلامية اذ كان شخصاً عادياً.
وقال القدومي انه قد اصيب بالصدمة بتحول فارهارد الهادئ وارتكابه جريمة شيطانية وليس لديه – اي القدومي – اي اتصال بأي جريمة.
وتقول صحيفة الدايلي تلغراف انه في باراماتا النشاطات المتطرفة والجريمة دوافعها الكره الديني.
فإن حركة «الدعوة» التي كانت تعمل في باراماتا كان يقودها الارهابي محمد علي البراعلي الذي اسهم في اعتناق بعض الاستراليين الاسلام المتطرف اضافة الى ذلك فإن اعضاء «الدعوة» منهم الشيخ مصطفى مجذوب ويوسف علي وزوجته اميره كروم توفوا في سوريا وهم يحاربون مع المتطرفين.
واعتقلت الشرطة عدة اشخاص لهم نشاطات ارهابية ولا يمكن تسميتهم لاسباب قانونية.
وقبل ان ينفذ هارون مؤنس جريمته في مارتين بلايس مثل امام محكمة باراماتا بتهمة القتل وقال للقاضية جوان باتي ان آزيو قد لفقت الاتهامات ضده.
وقالت وزيرة الخارجية جولي بيشوب ان التربية من العائلة هي الجبهة الاولى لمنع التطرف.
واكد الدكتور جمال ريفي ان العائلة تلعب دوراً في عدم تطرف اولادهم ولكن يجب تسليحها بالقدرات المطلوبة وهناك الكثير من الخبراء في هذا المجال في المجتمع.
وتشير تحقيقات الشرطة حتى الآن الى ان فارهاد لم يرتكب الجريمة من تلقاء نفسه ولكن بناءً على تعليمات من متطرفين آخرين وذلك بعد تفتيش جهاز الكومبيوتر الذي لديه ومن الذين كان على اتصال معهم قبل اطلاق النار على الموظف. فكان لدى جبار اتصالات مع الجماعة الارهابية الدولية الاسلامية كانت على اتصال معه من خلال الانترنيت.
وعثرت الشرطة في منزله على كتابات باللغة العربية وهي تحقق لمعرفة فيما اذا كان لديها علاقة بالجريمة. والعائلة قد تجنست بالجنسية الاسترالية وشقيقته شاديه وهي طالبة في العشرينات من العمر كانت تعيش في شقة العائلة في باراماتا قد غادرت استراليا قبل ان يرتكب جبر الجريمة بيوم. وتتبع الشرطة تحركاتها في سنغافوره الى اسطنبول وعن اسباب سفرها.
وتناشد الشرطة المجتمع بالوحدة وتتبع الاحاديث على الانترنيت لمعرفة فيما اذا كان هناك هجوم انتقامي.
وقال نائب مفوض الشرطة نيك كالداس انه يجب الا تفرقنا المأساة اذ هناك اكثر من مئة شرطي يعملون في التحقيقات.
ومن ناحية اخرى طرد القدومي مندوب القناة التلفزيونية التاسعة ومندوب صحيفة الدايلي تلغراف واتصل بالشرطة ولكن لم تستجب الشرطة لطلبه.
ووصف الداعمون ل جبار على الانترنيت بأنه بطل وشهيد يحارب الغزاة الشيطانيين الذين يحتلون الاراضي الاسلامية.
وتتحدث بعض المواقع عن الكره الشديد نحو استراليا ورئيس الوزراء مالكولم تيرنبل وطالبت باحراق العلم الاسترالي والاستراليون هم ارهابيون حقيقيون.
وطالبت احدى المواقع الموت للشرطة الشيطانية التي قتلت جبار لأن ذنبه الوحيد هو كونه مسلم الديانة.
تعليق من محرر الشؤون الاسترالية هاني الترك
هناك ثلاث نقاط: اني اتفق مع زعيم المعارضة في الولاية لوك فولي بضرورة موافقة مجالس البلديات على السماح على بناء جوامع للعبادة والصلاة التي لا تدعو الى التطرف. فإن عرقلة بناء الجوامع يؤدي الى الجلسات السرية وظهور التطرف اذ لا نعلم ما الذي يدور فيها.
والنقطة الثانية على الاهالي المسلمين انفسهم الانخراط في المجتمع الاسترالي وعدم التقوقع في ما يعرف ««الغيتو» اي حي الاقليات وتعليم اولادهم في المنزل الدين الاسلامي الذي يدعو الى السلام والمحبة وليس الاسلام المتطرف.
واخيراً التركيز في التعليم في المدارس على القيم الاسترالية ومحبة الوطن والنظام الديمقراطي السياسي وعلى التفاهم بين الثقافات والديانات السماوية العظمى الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام.
فإن المأساة يجب الا تقسمنا وعدم انحاء اللائمة على الجالية الاسلامية لأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع الاسترالي.