By Hani Elturk OAM
بقلم هاني الترك
عزيزي الاستاذ هاني تحية تقدير واحترام
ارجو ان تسمح لي بالمناقشة في موضوع رؤية الموتى الذي جاء في استراليات في عدد سابق وعن ابنة التاسعة من عمرها لها موهبة غريبة في معرفة الاشياء في هذا العالم والعالم الآخر.
يقودنا هذا الموضوع الى التحدث عن الوجود السابق للارواح فهل كانت هي في اجساد وبعد موت هذه الاجساد انتقلت الى اجساد اخرى وهل ممكن روح الانسان ان تتقمص روح حيوان الامر الذي جعل بعض الهنود لا يأكلون لحوم الحيوانات لئلا تكون روح بشرية قد انتقلت اليها. وهل الروح تنتقل بكل خطاياها الى تجسد آخر. فالسيد المسيح قد نفى هذه الافكار عندما شاهد اليهود شخصاً مولوداً بلا عينين ولم يروا مثل هذا قط ولانه حسب اعتقادهم انها عقوبة له نتيجة اخطاء لأرواح سابقة انتقلت اليه فسألوه هل هذا اخطأ ام ابواه حتى ولد بهذه الطريقة فأجابهم لا هذا اخطأ ولا ابواه ولكن لتظهر اعمال الله فيه فخلق له عينين وكذلك ايضاً اذا ما توفي احد العباقرة في الموسيقى مثلا فهل تنتقل روحه الى آخر بكل خبراتها ام فقط بعبقرية الموسيقى.
ربما تكون هذه الطفلة قد منحها الله هذه الموهبة لحكمة لا نعرفها او عن طريق الوراثة.
اما عن الاتصال بالارواح وتحضيرها فالارواح هي في قبضة الله وتحت سلطانه فان كان الانسان يستطيع احضارها وصرفها فكيف له ان يعرف مكانها هي هل في الفردوس او الجحيم وهل باب السماء مفتوحاً ليدخل منه ما يدخل ويخرج من يشاء دون رقابة.
على كل هذا الموضع طويل ومتشعب ونحن كبشر معرفتنا محدودة والله وحده هو الذي يعرف كل شيء.
المرجع كتاب الارواح بين الدين وعلماء الروح
للبابا شنودة الثالث.
عزيزي الصديق عياد يسى
ان رسالتك تدور حول موضوع تقمص الارواح.. وهي تمس اكثر الالغاز غموضاً وحيرة في فكري.. سأكون صريحاً وأميناً وأقول لك انني محتار بين عقيدين مختلفين رئيسيين في هذا المجال لم أوفق بينهما حتى الآن: المجال العلمي والمجال الديني:
يؤمن بتقمص الارواح 29 في المئة من الشعب الاميركي.. وقرأت كل اعمال بروفسور بريان وايس وهو المدير العام لواحد من اكبر مستشفيات الولايات المتحدة.. وهو يقول انه من خلال عمله مع المرضى تأكد له حقيقة التقمص.. وهو تجسد الروح في انسان وانتقالها بعد الوفاة الى انسان آخر مع ملاحظة عدم التجسد في الحيوان..
وقبل تجسد الروح في العالم الآخر ترسم الروح خطة الشخصية التي يريدها على كوكب الارض من اجل التعلم والنضوج والحكمة والتصنيف للولوج في الحياة الأخرى بعدما يمر الشخص بتجربة حياتية في كوكب الارض وهو اكثر الكواكب ظلماً وظلاماً.. وقال السيد المسيح: عند ابي منازل كثيرة. وقد نوّم بروفسور رايس عن طريق التنويم المغناطيسي أناساً كثيرين سردوا من خلال اللاوعي عن حياتهم السابقة على كوكب الارض وجميع الجلسات مسجلة ونشرت في اعمال وايس.. حتى انه اتصل باساتذة جامعيين من اجل التحقق في الظاهرة..
ويقول وايس في احدى كتبه ان السيد المسيح قد قال بالتجسد.. وفي الكتاب المقدس ان روح النبي إيليا قد تقمصت روح يوحنا المعمدان.. غير ان الامبراطور قسطنطين وامه هيلانة اللذان شيدا الكنائس في فلسطين هما الذين حذفا من الكتاب المقدس ظاهرة التجسد.. وعندما اجتمع اساقفة المجلس المسكوني وأقروا نصوص الكتاب المقدس اكدوا على ما حذفه قسطنطين من اجل الحفاظ على سلطة الكنيسة.. ومن ثم لا تعتقد الكنيسة بتقمص الارواح.. وقد قرأت كتباً اخرى عن التجسد الروحاني لعلماء آخرين.. وكلها تشير الى صحة التجسد.
والمعتقد الثاني هو معتقداتي المسيحية بصحة الدين المسيحي وحبي غير المحدود ليسوع المسيح.. ففي كتاب لا اذكر اسمه مؤلفته راهبة اسمها ماري وهبها اله موهبة الاتصال بالعالم الآخر وقد صدق الفاتيكان على صحة تجربتها.. وبالتحديد من خلال اتصالها بالاشخاص الذين انتقلوا الى المطهر.. والذين قالوا لها ان نظرية التقمص خاطئة ونحن نعيش مرة واحدة على كوكب الارض وعلى اساسها يتم التصنيف في الحياة الاخرى.. ولم يقع في يدي حتى الآن اي كتاب صادر عن الكنيسة ينفي صحة التجسد.. ولا بد ان هناك كتباً متخصصة في هذه القصة.
على اي حال انني احد المعتقدين بالحياة الاخرى سواء عن طريق التجسد او الديانة المسيحية.. وقد قرأت خبرا الاسبوع الماضي مفاده ان اميركي اسمه بران ميللر قد عاد من الموت وروى ما رآه في الحياة الاخرى.. اذ قال انه قابل زوجة والده المتوفاة حديثاً ووجدها في غاية السعادة وقالت له ان ساعته لم تأتِ بعد ورجع الى الحياة الارضية.. واكد انه توجد حياة اخرى بعد الموت.