احتدم الخلاف العراقي – العراقي حول «المركز الأمني» الذي أعلنت روسيا تشكيله في بغداد، ويضم إضافة إليها، العراق وسورية وإيران، ومهمته المعلنة محاربة «داعش»، ففي مقابل تأييد فصائل «الحشد الشعبي» الشيعية التحالف مع روسيا على حساب أميركا، وجد السنة أن المركز يمثل «انتهاكاً للسيادة العراقية»، فيما استبعد الأكراد مشاركة قواتهم في أعماله.
وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس إرسال خبراء عسكريين الى «مركز التنسيق» الذي «أنشئ حديثاً في بغداد للتنسيق بين الطائرات وعمل القوات البرية في سورية».
وعلى رغم أن المهمة الروسية تبدو مركزة على سورية لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، فإن اختيار بغداد مقراً للمركز يشير إلى أن العمليات يمكن أن تتوسع إلى العراق خلال المرحلة المقبلة.
وكان «تحالف القوى السنية» اعتبر «الاتفاق على إقامة المركز الأمني الرباعي انتهاكاً للسيادة العراقية»، فيما رحبت به فصائل «الحشد الشعبي» التي تتهم أميركا بدعم «داعش». وقال الناطق باسم «كتائب أهل الحق» جعفر الحسيني في بيان: «إذا كان لا بد من الاستعانة بالجهود الدولية، فإننا نرحب بالانفتاح على دول أخرى غير التحالف الأميركي، الذي أثبت فشله وتواطؤَه مع داعش».
ويبدو أن موقف هذه الفصائل مرتبط بشكل مباشر بتحرك القوات الأميركية لتشكيل قوة سنية لتحرير الأنبار، واستبعاد «الحشد الشعبي» من العملية. وأصدرت الفصائل الشيعية الثلاثة الأكثر قرباً من إيران داخل «الحشد»، وهي: «عصائب أهل الحق» و «كتائب حزب الله» و «بدر»، بياناً مشتركاً مساء أول من أمس حذرت فيه من نشر قوة أميركية على الأرض، لأن ذلك «مقدمة لاحتلال جديد». وأضاف أن «الحكومة المحلية في الأنبار غير مخولة الاتفاق مع طرف خارجي في قضايا تتعلق بالأمن القومي وسيادة البلاد. وإننا في الوقت الذي نعلن بكل حزم رفضنا القاطع التحركات والمساعي الأميركية الأخيرة تثبيت وجود عسكري في الأنبار نطالب السلطتين التنفيذية والتشريعية بالقيام بواجباتهما لحفظ وحدة العراق وسيادته واستقلاله».