{ حتى يوم امس الاول، كان سفير سوريا لدى موسكو رياض حداد لا يزال يعتبر ان الحديث عن الوجود العسكري الروسي في سوريا هو اكذوبة؟!
اخونا رياض يبدو انه كان منقطعاً عن العالم، لا يقرأ ولا يسمع ولا يلاحظ، فالأقمار الصناعية والكلام السياسي بين واشنطن وموسكو والوقائع على الارض ووكالات «رويتر وتاس وسي ان ان» تنقل صور التحركات الروسية من الساحل السوري، اما الاخ رياض حداد فكان مطلوباً منه ان يعصب عينيه!.
حتى يوم امس حين استفاق على الشاشات وهي تعرض الطائرات الروسية جاثمة على مدرج مطار اللاذقية!
المعادلة قائمة ونتنياهو مرتاح للصفقة: اطلاق يد موسكو في اللاذقية وما حولها واطلاق يد اسرائيل في تقسيم المسجد الاقصى، لأن العالم مشغول والعرب لاهون ولا أحد يهمه حصلت مواجهات في باحات المسجد ام لم تحصل، سقط طفلٌ فلسطيني ام لم يسقط، دخل المستوطنون المسجد ام لم يدخلوا..
الأمر لم يعد مهماً كحدث مأساوي والمعادلة باتت تسير باتقان ووقاحة، فالاميركيون لزّموا النصرة لموسكو وتركوا لها تدبير شؤون البيت الدمشقي مقابل حصّة وازنة بعد التقسيم: خط بحري – روسي على خطين بين البحر الاسود وطرطوس..
لكن الزعيم الروسي لا يدرك انه ربّما يسقط في فخّ اميركي جديد قبل تحقيق احلامه وهو يحاول ألاّ يعيد تجربة اسلافه مع القاهرة وبغداد؟!
أنطوان القزي
tkazzi@eltelegraph.com