{ يصعب على المرء وصف الحراك المدني في بيروت الذي تحوّل امس الاول الى مشهد مأساوي يصلح ليكون فيلماً بوليسياً حقيقياً. فالمواجهة كانت حقيقية مع القوى الامنية وتحوّل الحراك من مطلب معالجة الفساد وقضية النفايات الى مشاركة ذوي العسكريين المخطوفين الى وجود مطالبين بإطلاق جورج عبدالله في باريس  الى آخرين وجّهوا البوصلة الى المتحاورين داخل المجلس النيابي واتهامهم بألفاظ لا يمكن ذكرها. المهم ان ما حصل ليس مدنياً وليس ديموقراطياً فالجانبان كان لهما دعسات ناقصة، حتى انحرف  المشهد الحراكي امس الاول في بيروت عن قضاياه المطلبية الاساسية الى استقطاب للصورة التلفزيونية لعمليات الكرّ والفرّ بين المتظاهرين والقوى الامنية.
الخوف على الحراك المدني من ان يتحوّل الى فيلم حراكي طويل تجري احداثه بين السرايا وساحات النجمة والشهداء ورياض الصلح ووزارات الداخلية والبيئة والشؤون الاجتماعية والعمل.
لم تظهر حتى الآن قيادة واضحة للحراك رغم مطالبه المحقة، ولم تظهر خلية منظّمة تتعامل على الارض مع المتطلبات الطارئة، ولم يظهر ان شيئاً تحقق من كل الشعارات التي رفعت حتى الآن؟  والخوف ان يتم تدجين هذا الحراك ليصبح روتيناً يومياً يألفه السياسيون والمواطنون على السواء ولا يعود حدثاً مطلبياً وهناك  تكون الخاتمة غير السعيدة لهذا الفيلم.

أنطوان القزي

tkazzi@eltelegraph.com