استيقظت استراليا امس الثلاثاء على تغيير جذري في السياسة لتحدي مالكولم تيرنبل طوني آبوت كزعيم لحزب الاحرار ورئيس الوزراء وفوزه بـ 54 صوتاً مقابل 44 صوتاً لـ آبوت بعد عامين من انتخابه واصبح بذلك تيرنبل رئيس الوزراء الخامس خلال خمس سنوات.
وقد لعبت وزيرة الخارجية جولي بيشوب دوراً رئيسياً في الثورة على آبوت وتنصيب تيرنبل رئيساً للوزراء وقد فازت بيشوب بمنصب نائبة رئيس الوزراء ضد كيفن اندرو كنائب بـ 70 صوتاً مقابل 30 صوتاً.
ومن المتوقع ان يعين سكوت موريسون وزيراً للخزانة بدلاً من جو هوكي والاطاحة بوزير الهجرة بيتر داتون وسوف يقوم تيرنبل بتشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية فيما بعد. وقال تيرنبل اثر فوزه بأنه سيكون رئيساً لكل الاستراليين ويحترم ذكاء الشعب الاسترالي ويوضح له مختلف القضايا الماثلة والتحديات قبل صياغة سياسة تواجهها. واكد ان سياسته سوف تتميّز بالرؤيا الاقتصادية وانه يريد تحدي حزب العمال بقيادة بيل شورتن وهزيمته بالانتخابات المقبلة.
وقالت بيشوب ان تيرنبل سوف يقود حكومة ملتزمة بالمبادئ التي اسسها مؤسس حزب الاحرار سير روبرت منزيس ومنها القيم والحرية والمعتقدات الاحرارية لتصب في مصلحة استراليا.
واقسم بعد ظهر امس رئيس الوزراء مالكولم تيرنبل اليمين الدستورية امام الحاكم العام سير بيتر كوسغروف . والجدير ذكره ان تيرنبل كان في بدء حياته السياسية عضواً في حزب العمال تحوّل بعدها الى حزب الاحرار.
فيعتبر مالكولم تيرنبل احرارياً متحرراً ويختلف عن سياسة آبوت المحافظة الى اقصى اليمين لذلك من المتوقع ان يفوز حزب الاحرار في الانتخابات الفرعية التي تجرى في مقعد كانينغ في ولاية غرب استراليا يوم السبت المقبل بنسبة 2 في المئة عما اشارت استطلاعات الرأي قبل الاطاحة بزعامة آبوت. ومن المتوقع ان يكون تيرنبل زعيماً احرارياً منافساً لزعيم حزب العمال بيل شورتن وربما لفوز الإئتلاف بالانتخابات المقبلة.
فإن المصلحة العامة الاسترالية هي الهامة وبصرف النظر عن الاختلافات الشخصية .
تعليق من محرر الشؤون الاسترالية هاني الترك
لقد كان واضحاً منذ فترة بل منذ ان فاز آبوت بزعامة حزب الاحرار بصوت واحد ضد تيرنبل في المعارضة ان زعامة طوني آبوت كانت دائماً في مهب الريح وعلى رأسها اصراره على الاحتفاظ بوزير الخزانة جو هوكي مع ان هوكي فشل في حقيبته الوزارية كوزير للخزانة اذ ان الاقتصاد يعاني من التباطؤ وربما يدخل في مرحلة الركود..
ومن ثم فقد كان تحدي مالكولم تيرنبل لـ آبوت استناداً الى القيادة الاقتصادية وفاز تيرنبل بالمنصب..
فكان واضحاً ان الإئتلاف لن يفوز بالانتخابات المقبلة وهنا يجب التركيز على ان تيرنبل بعد فوزه على آبوت يتمسك بالمبادئ الاساسية التي ارساها زعيم حزب الاحرار السابق ومؤسسه سير روبرت منزيس مثل الحريات الاقتصادية والمدنية والفكرية..
وهذه مقتطفات من سياسته:
اعلن عن تأييده لحزب الاحرار في اجراء استفتاء عام على قضية زواج المثليين
سياسة مكافحة الارهاب مماثلة لـ آبوت مع انه يطالب باجراء الحوار حول الأمن الوطني والحريات المدنية.
وصف سياسة الحكومة نحو طالبي اللجوء بأنها ضرورية.
خدم تيرنبل كرئيس لحركة جمهورية استراليا فهو مؤيد التحوّل الى النظام الجمهوري.
لم يتخذ قرار بشأن ضريبة السلع والخدمات.
كان يدعم سياسة حزب العمال في ضريبة الكربون ولكن تعهد التمسك بسياسة الإئتلاف الى ان يتم انعقاد مؤتمر باريس الخاص بالتغيّر المناخي.