احمد ضياء
للضمادات بريقها إذ لا يمكن ان تُسيرنا الدكّات بلا تغسيلٍ أو لفائف بيضاء.
}}}
الصورة التي التقطناها مؤخراً
بدأت تزفرُ أنفاسها الأخيرة لأن المتواجدين
دفنوا في الأرض وسط تجمهر من الدوّد
كُلّنا التقط صوراً هل الله فعل ذلك؟.
}}}
أنا وأخوتي عيوننا تتنافسُ على القبر
في معجم القتلى
تستوعبُ الصهاريج خانات الجثث
تحسبُ حيازتها للشظية
تدركُ انغماسها في جوف الخجل.
}}}
المُلملمُ من السّوق العمى
أعصرُهُ في طرقاتٍ مكسورة
أسخنُه قنبلةً على أجسادٍ تخربطُ هسيسها
مدلوق هذا الخوف من أسنانِ جحيمه البارد
إذ يغمسُ بطنهُ في صرير الحانات.
}}}
تختبئ أنفاس الغائصين في ممراتٍ
تفلّش حشرجتها مع قشورٍ تلمعُ صوت المدافع.
}}}
الرصاصات التي أُطلقت
كضيف
خجل جسدي أن لم يحتويها.
}}}
في الأيام الأكثر حرقة
كنت أنتعل جزمتي وأشبك جسد البحر بالغرق
بضةٌ تلك الأجسام تدركُ حفيفها الملطّخَ بالجُرف.
}}}
لم أستطع تقبيل أبي لأن فوانيس الردى
تنجرُ بنثارها المعتاد
ما يتسلقُ من أضواء، أعدوها بعصيٍ فولاذية.
}}}
اللعبة التي يمارسها الكبار انتجتنا سهواً.
}}}
كلما أعلنت سياخُ النازفين عن انشقاقها
تكوي حناجرهم صوت المركبات.
}}}
رئة الزنازين تخثرُ الهواء بالدخان.
}}}
يروبُ أحمرُ الشفاه على فمها كل يوم
تنتظرُ عودةَ زوجها
تسح على أطفالها تنقرُ بدفوف دموعها على ذلك الأسير.
}}}
كخلٍ معتقٍ تبقى أصابع القدمِ
محفوفة بشطائرٍ من الألغام.
}}}
يشعلوا المتمردون غسيلهم
يخيطون مئزر الرزنامةِ المتوقفة في فكٍّ
يمسكه جاثميه، يا غريق
هل ما زلت تتنفس الماء؟
هل في اختناقك كنت تفكرُ بالوطن وأي بلد وضعته في عقلك؟
هل المنافي بحرٌ يفوجهُ اللاجئين بعيونهم المغرورقه؟
هل الوصول عتبته يرتديها اللاهثون؟
هل الكلام نيكوتين الدم وسط هدوء الأمواج؟
هل السعادة قلبٌ في خاصرة العوز؟
إذن، سأهدر وجهي على نار هادئة وأطبخ الباقي بأجساد المياه.