في حين ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والوكالات الإخبارية العالمية والعربية، بصورة الطفل السوري المرمي جثة هامدة على شاطئ البحر قبالة سواحل بودروم التركية، لم ير ملك جمال سوريا سوى الملامة والتحقير لما أسماه «تلك الموتة النجسة».
الصورة المؤلمة التي تختصر مأساة التغريبة السورية، ورحلات الموت، وزوارق المعاناة، لا يمكن إلا أن تشحذ الغضب داخل كل من يشاهدها، غضب من هذا العالم المتفرج، غضب من المنظمات العاجزة، غضب وحقد من نظام هجر ونكل الآلاف من شعبه، ليأتي داعش والنصرة فيكملان المهمة.
مأساة الأطفال بل موتهم لم يثن ملك جمال اسمه عبدالله الحاج يفترض أنه سوري قبل أي شيء آخر، من أن يصف أهل الطفل الذين ربما لقوا نفس المصير هناك في أي بقعة على الشاطئ قريباً من جثة طفلهم، بالأغبياء.
لم يجد الشاب، الذي كان يعمل في قناة سوريا دراما التابعة للنظام ضمن برنامج «دراما على الطريق»، في جثة هذا الطفل سوى «ميتة نجسة». ولم يخجل من إشهار «شعوره» هذا على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في حين أن صحفاً عالمية أخذت تلك الصور عنواناً لمأساة المهاجرين السوريين، بل إن صحيفة «الاندبندنت» كتبت تحتها: «إن لم تغير صور هذا الطفل الغريق موقف أوروبا من ملف المهاجرين فما الذي سيفعل».