حذر نشطاء في مكافحة الاتجار بالبشر ان ضحايا الاستغلال الجنسي في بيوت الدعارة في استراليا، خاصة الاجانب منهم يضعون انفسهم في خطر للوصول الى خدمات الدعم الحكومية والتحدث  الى الشرطة.

وعملاً بتوصيات برنامج مكافحة الاتجار بالبشر يتوجب على الضحايا ان يؤازروا الشرطة على بناء قضية ضد تجار الرقيق الابيض مقابل توفير المساعدة الطبية لهم، وتقديم الدعم النفسي والاقامة وتعلم اللغة الانكليزية. ويمكن ايضاً منحهم اقامة دائمة اذا تبين ان عودتهم الى بلادهم تعرض حياتهم للخطر.

غير ان نشطاء في مجال مكافحة الرقيق الابيض يعتقدون ان هذه الشروط تعرض حياة الضحايا للخطر مع عائلاتهم في حال قرر هؤلاء الانتقام. وادعى هؤلاء ان عدم التعاون مع الشرطة يترك الضحايا دون اية حماية.

وقالت احدى الضحايا وتدعى ليليان  انها اذا حاولت الفرار او رفضت العمل ، فانهم ينقلوني الى مكان او بلد آخر، يكسرون يدي او ساقي ويرغموني على العمل مجدداً.

واعلنت مجموعة مكافحة الرقيق الابيض ان اغلبية الضحايا هن من جنوب شرق آسيا. وغالباً ما يقوم التجار بخداع النساء واعدين اياهن  بوظائف في استراليا في قطاعات لا علاقة لها بالدعارة، وهن يرفضن العمل في هذا الحقل طوعاً.

وتعتقد مجموعة المكافحة ان اشكال التجارة بالرقيق الابيض قد تبدلت اذ يستفيد التجار من الطالبات والشابات اللواتي يدخلن استراليا للسياحة او العمل المؤقت الموسمي. ويجري اجتذابهن الى حقل الدعارة.

وعلقت البروفسورة جانيفر بيرن التي تشرف علىالجانب القانوني لهذه الظاهرة ان الجانب المتعلق بالهجرة هو ذات اهمية ويجب التدقيق في خلفياته. فقد عاينا العديد من الحالات حيث تحمل النساء تأشيرات دخول قانونية، لكن يجري استغلالهن جنسياً.

وذكرت بيرن ان آلاف الطالبات يدخلن استراليا بموجب تأشيرة مؤقتة لتحسين اللغة الانكليزية يقعن في مصيدة تجار الرقيق الابيض.

< المعاملة الوحشية

وتبين من دراسة عدة حالات ان العصابات الاجرامية تغري الفتيات الاجانب للعمل في حقل الدعارة.

وتقول ليليان انها نقلت منذ وصولها الى استراليا الى احد بيوت الدعارة حيث ارغمت على ممارسة الجنس دون توقف ولم تكن تحصل على ساعة واحدة للراحة ويسمح لنا بنهار واحد عندما تكون في الحيض. وادعت انها كانت تعمل من الظهر حتى السادسة من صباح اليوم التالي.

وتمكنت ليليان من الفرار وامضت اياماً في الشارع الى ان وجدتها الشرطة. وكان موقف هؤلاء مشروطاً اذ طلبوا اليها ان تقدم افادة دقيقة وتشهد في المحكمة شرطاً لمساعدتها، والا تفقد دعم البرنامج الحكومي.

وادعت ان اعضاء العصابة هددوا بكسر يدها وساقها وحتى قتلها ونقلها الى مدينة اخرى، لأن وجودها اصبح يشكل خطراً عليهم.

وقالت كريستين كارولان من هيئة مكافحة الرقيق  الابيض ان العصابات التايوانية هم مجرمون ودون شفقة، ويلجأون الى القتل كحل نهائي. لهذا تخشى النساء التعاون مع الشرطة في حال لم تتوفر لهن الحماية.

واعلن متحدث باسم الادعاء العام ان دعم الحكومة يتوقف في حال رفضت النساء التعاون الكامل مع الشرطة، وهذا مطلب اساسي.

وصرحت متحدثة باسم الكنيسة الكاثوليكية في استراليا لمكافحة الرقيق الابيض ان للنساء العاملات في هذا الحقل كل الحق للخوف على حياتهن في ظل هذه الشروط، خاصة ان العصابات تمتلك كامل المعلومات عنهن وعن اقامة عائلاتهن.