بقلم بيار سمعان
اعلن رئيس الوزراء طوني آبوت نهار الاثنين الماضي اطلاق «الخط الساخن» لمكافحة آفة مخدر الآيس التي تحولت الى معضلة اجتماعية بسبب وفرة المخدرات في الاسواق وسعة انتشار عادة الادمان وحجم تأثيرها على المواطنين، خاصة فئات الشباب منهم.
فما هو تأثير مخدر الآيس على جسم الانسان وما هي الانعكاسات السلبية على المجتمع؟
يعتبر مخدر الآيس من المخدرات الأشد خطورة وتأثيراً واكثرها تدميراً في عصرنا. لكن ما هي الانعكاسات والآثار على جسم الانسان؟
الآيس هو شكل من المخدرات المنشطة من مشتقات الميتامفيتامين، وهو من انقى واقوى المخدرات المشتقة من هذه المادة. ويأتي على شكل مسحوق او بلورات Crystal وتستخدم عن طريق الشم او الحقن او التدخين.
وتشير آخر الارقام الصادرة عن استطلاع وطني للمخدرات ان 2 بالمئة من سكان استراليا هم مدمنون على الميتامفيتامين، حسب معلومات المركز الوطني للتعليم والتدريب على الادمان في جامعة فلندر. لكن نصف من يتعاطون الميتامفيتامين يفضلون تعاطي «الآيس»، حسب الدراسة .
ردود الفعل والآثار:
يحدد نوع التعاطي حدة ردود الفعل عند تناول مخدر الآيس، كما تؤثر كمية المخدر على شدة آثاره، على جسم المدمن. فالبعض يدخن هذا المخدر وآخرون يبتلعونه او يحقنون انفسهم او يقومون بتذويبه مع الكحول او الماء ثم شربه.
تدخين مخدر الآيس يعطي نتائج سريعة وخلال دقائق معدودة يشعر المدمن بأثر المخدر على الجسم. اما تناوله عن طريق المعدة، اي الشرب فيتطلب حوالي 20 دقيقة ليبدأ المدمن بالاحساس بآثاره.
ويحس المدن بلذة فائقة وبحالة من التنبه والوضوح غير الاعتيادي. وغالباً من يعلن المدمن انه يمتلك طاقة شديدة ويفكر بوضوح، ويعرب عن اعتقاده ان بامكانه اتخاذ قرارات هامة ودقيقة ويضع مخططات فعالة، هذا الشعور هو ناتج عن آثار الميتامفيتامين على مستوى افرازات هرمون Dopamine بنسبة الف مرة اكثر من المعدلات الطبيعية وهذا ما لا يسببه اي مخدر آخر.
اما الآثار الجسدية فتشمل اتساع حدقة العين، زيادة ضربات القلب وسرعة معدل التنفس، انخفاض الشهية للطعام وزيادة في الرغبة الجنسية. ويدوم تأثير المخدر بين 4 و12 ساعة، لكن يمكن اكتشاف وجود المخدر في البول او الدم حتى 72 ساعة بعد التعاطي.
العودة الى الواقع
بعد نهاية تأثير هذا المخدر، من المحتمل ان يشعر المدمن عكس ما يشعر به وهو تحت التأثير. لذا يكون لديه صعوبة في التركيز والتخطيط واتخاذ القرارات. ويشعر بالصداع وآلام الرأس وعدم وضوح الرؤية والاحساس بالجوع.
وقد يشعر ايضاً بالاحباط والاكتئاب والقلق والعصبية الشديدة والارهاق والرغبة بالنوم ليوم او اثنين، لكن المدمن يشعر ايضاً بالقلق وعدم القدرة على النوم.
كما يشعر انه سريع الغضب ويعاني من اعراض نفسية مثل جنون العظمة والهلوسة.
درجة الادمان
كما هو معروف، فان كل المخدرات او الادوية المخدرة لديها قدرة على دفع المستخدم للاعتماد عليها. وتبين حسب الدراسات المتخصصة ان 40 بالمئة ممن يتلقون علاج الادمان هم مدمنون على الكحول، و24 بالمئة يتعاطون الماريجوانا، و17 بالمئة مدمنون على الميتامفيتامين، و7 بالمئة على الهيرويين.
اما نسبة الادمان على الآيس فتتراوح بين 10 و15 بالمئة وهي محدودة بالمقارنة مع الهيرويين (50 بالمئة) و95 بالمئة على الدخان.
ويعتقد الباحثون ان نسبة المدمنين على الايس هي مشابهة لمن يتعاطون القنب. لكن التبدلات الدماغية التي تحدث بسرعة فائقة لدى المدمن تجعله يجد صعوبة في التخلي عن هذه العادة. ووجد الباحثون ان الادمان يصبح حتمياً بعد سنة من تعاطي الآيس مرة كل اسبوع. ويصعب التكهن من سيصبح مدمناً ومن يبقى حراً في اختباراته. لكن الأكيد ان المدمن على مخدر الآيس يجد صعوبة بالتخلي عن ادمانه بسهولة، بسبب الاثار على الخلايا الدماغية.
– الضرر المزدوج للمدمنين على الآيس، عندما يبدأ من يتعاطى مخدر الآيس بتناول جرعات اكبر ويستخدمه بشكل متكرر تبدأ مشاعر اللذة لديه بالانخفاض.
ويرافق ذلك سرعة خفقان القلب وارتفاع في معدلات حرارة الجسم، مع نشفان الفم والاعياء والتقيؤ. بالواقع ان جسم المدمن يشهد تدريجياً حالة من التسمّم والرغبة بتناول كميات اكبر من الآيس. وهذا قد يسبب السكتة القلبية وفشل القلب عن الخفقان وحالات الصرع. ويصبح الشخص المدمن في حالة القلق الدائم ويغلب لديه المشاعر العدائية والميل الى العنف وتصاعد في موجات الذعر والنوبات الذهانية. وغالباً ما ينتهي هؤلاء في قسم الطوارئ في المستشفيات. ويتصف سلوكهم بالعدائية المفرطة مع رجال الاسعاف والاطباء والممرضات. وقد ينقل الشخص الى الطوارئ وهو مصاب بنوبات قلبية لكنه يبقى، رغم حالته الصحية مضطرباً وعدائياً.
هذه بعض آثار وانعكاسات مخدر الآيس على المدمنين. للاسف الشديد،ان السوق السوداء في معظم المدن الاسترالية هي مليئة بمخدر الآيس اليوم. منه ما هو مستورد من الخارج وبكميات ضخمة والبعض الآخر مصنع محلياً في مختبرات تجارية داخل المنازل وبطرق غير علمية يطغى عليها الطابع التجاري والربح السريع. لهذا تعتبر نسبة ضررها مرتفعة للغاية.
وتقول مصادر الشرطة ان 17 بالمئة من سائقي السيارات يلقى القبض عليهم وهم تحت تأثيرالمخدرات، وفي طليعتها الآيس.
وان لم تتمكن المؤسسات المعنية من رجال سياسة وقوات امنية من وضع حد لرواج المخدرات، فان استراليا ستشهد موجة متصاعدة من العنف وجيلاً جديداً من المخمولين وفئة اجتماعية اضافية تعاني من الامراض العقلية.