أبلغ العماد ميشال عون حلفاءه في قوى 8 آذار ، أنه ينوي قيادة تحرك شعبي احتجاجي واسع هذا الاسبوع المقبل، رداً على قرار فريق 14 آذار بقيادة تيار المستقبل رفض التسويات السياسية وإدارة البلاد بصورة منفردة، والتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وفيما التزم جميع الاطراف الصمت العلني حيال الازمة المستجدة، يقود حزب الله وساطة هي الاولى من نوعها بين العماد عون والرئيس نبيه بري، بعدما رفض الأول الموافقة على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب من دون الاتفاق المسبق على جدول الاعمال، الامر الذي يرفضه الثاني.
وبينما سعت قوى في 14 آذار الى التعرف على موقف «حزب الله» من تحرك عون المقبل، أكدت المعلومات أن الحزب «لم يغيّر شيئاً في موقفه، وهو مع الجنرال في أي قرار أو موقف سيتخذه للرد على خطوة التمديد».
أضف الى ذلك، تجرى اتصالات بمشاركة النائب وليد جنبلاط لإقناع تيار المستقبل بعدم التصعيد أكثر، بعد ورود معلومات عن نية الرئيس تمام سلام دعوة الحكومة الى إصدار مجموعة من القرارات في جلسة هذا الاسبوع ، وهو لم يفصح عن مضمونها، لكنه أشار الى أنها تقع تحت عناوين «تسيير أمور المواطنين الاقتصادية والمعيشية».
ورغم عدم صدور تصريحات علنية من قادة التيار الوطني الحر، بدأت قناة «أو. تي. في» التابعة للتيار، نشرتها الاخبارية ليل أمس بمقدمة هاجمت «استباحة القانون وانتهاك الدستور واغتصاب الميثاق… كل هذه أنجزها بشطبة قلم من يقف خلف سمير مقبل، والذين خلف واجهة مقبل كثر». وقالت «إن نهاد المشنوق وعباس إبراهيم حاولا طرح مبادرة تسوية، فصدرت الأوامر إلى مقاول اليرزه بأن يمدد فوراً 3 بواحد. مع أنه هو نفسه من طبل العالم قبل أسابيع، بأن استحقاق قيادة الجيش متروك لعشرين أيلول. فجأة بلع كلامه ولسانه وبصم على الفرمان ليلاً، مثل تهريبة نفايات سامة، لأن المطلوب الآن رأس ميشال عون، فوراً. هو وكل ما يمثل ومن يمثل».
وكان الوزير السابق سليم جريصاتي قد وصف ما جرى بـ»الانقلاب»، قائلاً: «سنضع حداً لانقلابهم، ونقول لهم: لن تنتخبوا رئيساً، لن تشرعوا في المجلس ولن تصدروا قرارات في مجلس الوزراء».
ولا يخفي مطّلعون على أجواء الرابية أن «الجنرال مصاب بخيبة أمل». فهو «لم يكن يتوقّع أن شركاءه في الوطن، وعلى رأسهم تيار المستقبل، مصرّون على كسر العظم، بعد أشهر من الغزل والممالقة، من لقاء روما، إلى عشاء بيت الوسط وثنائيات نادر الحريري ــ جبران باسيل».
وخيبة الجنرال، بحسب مصادر حليفة لعون، «لا تقتصر على شعور الخديعة بأن التسوية واردة قبل التمديد، بعد خديعة انقلاب الرئيس سعد الحريري على الاتفاق المبدئي على صفقة روكز ــ عثمان». وقالت إن «ما ظهر في الأيام الماضية يكشف قراراً سعودياً بمباركة أميركية، لكسر عون وعدم السير في أي تسوية معه».