واثقة، مثقّفة ورصينة. صفاتٌ تنطبق على الإعلامية اللبنانية نيكول حجل التي باتت في فترة قصيرة تشكّل أحد الوجوه البارزة لشاشة LBCI، كواحدةٍ من مقدّمات نشراتها الرئيسة. وإلى الإطلالة التفزيونية جمعت نيكول العمل الإذاعي، حيث تقدّم عبر إذاعة «صوت لبنان» برنامجها الخاص «كواليس الأحد». عن هاتين التجربتين ومشاريع المرحلة المقبلة كان معها هذا الحوار الذي تسجّل فيه مواقف لافتة من ملفات وطنية وشخصية عدّة.
علاقتي بوالدي رائعة ومتعلّقة بأمي أكثر
لم تكن نيكول حجل تتوقّع أن يستهويها العمل الإذاعي عندما باشرت منذ عام تقريباً تقديم برنامج «كواليس الأحد» عبر «صوت لبنان». الصوت العابر عبر الأثير وصل إلى شريحة كبيرة من المستمعين الأوفياء، وإدارة الحوارات السياسية عزّزت التجربة وصقلتها وكمّلت الخط المهني الذي بدأته عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال.
في حديثها تقول: «اكتمل الـ puzzle. عملي في الإذاعة جاء مكمّلاً لعملي في التلفزيون، وقد ساعدني على تطوير مهاراتي الحوارية وشبكة معارفي وأغنى تجربتي الإعلامية».
عمري من عمر برنامجي
هل يشكّل إذاً جسر عبور إلى تقديم برنامج تلفزيوني؟ تجيب: «عندما بدأت بتقديم الأخبار لم أكن أخطط لذلك وعندما سنحت لي فرصة دخول الإذاعة لم أكن أيضاً أسعى للأمر، لذلك أعتبر نفسي إنسانة محظوظة نوعاً ما، فإن أتت فرصة تقديم برنامج على التلفزيون ساكون بالطبع سعيدة بها ولكن في الوقت الحالي لا مشروع من هذا الى النور».
هل تعتبر نفسها استحقت لقب محاورة سياسية بعد عام من تجربتها الإذاعية؟ تقول: «هو في الحقيقة ليس لقباً بل إنّه توصيف لما أقوم به. فأنا محاورة سياسية بحكم إدارتي الحوار بين سياسيين عبر برنامجي الإذاعي».
وتضيف: «ما زلت أعتبر نفسي جديدةً في مجال السياسة وعمري في الإعلام هو من عمر برنامجي الإذاعي لأنني منذ عام دخلت بشكلٍ جدّي في المجال الإعلامي بعدما بتّ أحاور واناقش الخبر فهناك التجربة الأكثر دسامةً».
«خِلْقُن ضيّق»
لا تنفي نيكول أنّ الحوار يصطدم أحياناً بمشكلاتٍ منها «عدم تحلّي الناس بسعة الصدر. «خلقن ضيّق» في لبنان وهذا لا ينطبق فقط على السياسيين وإنما على الجميع. لا يجب أن تطرحي سؤالاً لا يعجبهم أو تصرّي على الحصول على إجابة. نعم، أجد صعوبة وبات هناك أشخاص لا يحبّون الظهور في برنامجي. ولكن هذا عملي وسأكمل فيه».
لا تعليق على ديما!
وعن رأيها بفوز زميلتها في LBCI ديما صادق بلقب «أفضل محاورة سياسية» بحسب جوائز «دلتا»، تجيب: «لا تعليق على الموضوع».
وعند إصرارنا، ولا سيّما أنّ صداقة كانت تجمع بين الإعلاميَتَين، تقول: « لن أتحدّث عن زملائي وأتمنّى لهم التوفيق».
وعمّا إذا انتهت الصداقة تكتفي بالقول: «نحن زميلتان»، رافضةً الدخول في مزيد من التفاصيل.
وعمّا إذا كانت فقدت إيمانها بصداقات أهل الكار، تقول: «بشكلٍ عام، ولا أتحدّث هنا عن أشخاص معيّنين. نعم، لم أعد أؤمن بصداقات أبناء المهنة الواحدة، ولكن ليس فقط في مجال الإعلام وإنما في كلّ المجالات. إنه أمر طبيعي جداً. لا يمكن أن تكوني صديقة شخص انت في منافسة معه. من شبه المستيحل أن تولد صداقة في ظلّ منافسة موجودة حكماً بين أبناء المجال الواحد».
إشكال مع الوزير
وعن سبب التزامها الصمت إثر الإشكال الذي تعرّضت له أخيراً في كواليس البرنامج مع أحد الوزراء اللبنانيين الذي هدّد بفصلها، تقول نيكول: «التزمتُ الصمت احتراماً للمؤسسة الإعلامية التي أعمل ضمن أسرتها وليس كرمى لهذا الشخص المعيّن. وصمتي كان بلا شك أقوى من الكلام».
وتوضح: «لو تعرّضت لهذا الموقف على الشاشة لربما اختلف الموضوع وكان يستوجب ردّاً مباشراً ولكن صودف أنّ الحلقة كانت مسجّلة وتسرّب ما جرى والكلّ علم بما حصل. لذلك لم يكن من داعٍٍ للكلام لأنّ الموقف كان سيبدو وكأنني أستثمر الموضوع لإثارة البلبلة. الصمت كان أكثر تعبيراً».
كتبتُها ثم محوتُها
وعن مقاربتها لملف النفايات الطاغي على كلّ الاهتمامات، تقول: «أتناوله من خلال استضافة المسؤولين المعنيين وناشطين بيئيين قادرين على شرح انعكاساته السلبية على الصحة والبيئة وهي النواحي الأكثر خطورة في الموضوع».
وتعترف: «أحياناً أشعر برغبة بإبداء الرأي كمواطنة فحسب وليس كإعلامية لا سيّما عندما يستفزّني موضوع. وأقرّ انني في موضوع النفايات كتبت أراءً على مواقع التواصل ثمّ مسحتها قبل أن أنشرها صراحةً. فموجة العتب على السياسيين عارمة وأحياناً تخرج عن حدود اللياقة… لا يمكنني أن أشتم السياسيين ثمّ أستضيفهم لمحاورتهم. ولا يمكن أن أتّهم أحداً أو أعطي رأياً شخصياً وإلّا أصبحت طرفاً وفقدت موضوعيتي».
إلى الانتفاضة
وتضيف: «برأيي تخطّينا مرحلة تسجيل المواقف. لم يعد ينفع أن نكتب تعليقاً على «فايسبوك» أو تغريدةً على «تويتر». الأمر الوحيد الذي قد يفيد ويغيّر الوضع هو الثورة ضدّ كلّ ما يحصل. لبنان بحاجة لثورة إجتماعية شعبية وانتفاضة على كلّ ما يجري. النفايات كانت القمّة التي بلغها جبل مآسي المواطن اللبناني بعد تراكم المآسي الاقتصادية والاجتماعية والأوضاع المعيشية المتردّية. لم يعد الحال مقبولاً».
وتتابع: «يحزنني أن أرى أنّ المحتجّين على الوضع المأساوي أقلّية. كيف تكون الأزمة بهذا الحجم وينزل إلى الشارع ما يتعدّى الـ 500 شخص؟ يقولون اليأس أو الشعب لا يستطيع أن يؤمّن لقمة عيشه وهو مشغول بتأمين الأساسيات وبات مقموعاً وخانعاً ولكنّ هذه كلّها أسباب إضافية لنطالب بتغيير الوضع. وما يُحزن أكثر هو أنّ الانتخابات إن جرت الآن سيعودون لينتخبوا الطبقة السياسية نفسها التي أوصلتنا إلى هنا».