أليكس حدشيتي

لا تزال المياه والهواء والشعاعات منذ ملايين السنين تشهد على الإستخراجات في الكائنات المُستحدثة طبقاً لحدوثها التلائمي لخدمة الوجود الأرضيّ ….!
وكلّ هذا ليُرضي المنطق التكوينيّ الذي يهدف للكمال…
لقد تغيّرت الأشكال الفيزيائيّة الترابية المكثّفة بحكم الضرورة الظرفيّة، ولكن بقيت الطاقات الكيميائيّة المُلطّفة بحكمة الرؤية الأبديّة…!
فنستنتج بأنّ الحِكم على المادّة هو من أبعاد نوريّة بحتة، وهي تسكن في ما وراء الظهور لمنسوجات جسديّة تكسي الحشرات آليّة التفكيك والطيور ريش الطيران والحيوانات أبدان الخدمات والبشر عقول التسليم والخلفاء أدمغة الإبداع! وما زلنا في مسيرة الإستكشافات الإنطوائيّة في إنبعاثاتها التطوريّة تبعاً لأحكام التوالد وتمهيداً لإنشاء أثمار الكمال من مخاض المملكات إلى ولادة الملكوت … لذلك نحن نمرّ في حقبة زمنيّةٍ تستعرُّ فيها نيران الصناعات الميكانيكيّة في مراحل ميثاقيّة تخدم الإنبثاقات النوريّة حتّى تُتطفَئ حاجة النار بعد إجهاض التوالد العبثيّ لإغتصابات وإنتهاكات غير مرغوب بها فيأتي زمن النور بعد إشباع الغريزة الناريّة في ضرورة توقيت التكنولوجيا لإنتشارنا البذوريّ كباطنيّة الخلفاء لله في الوجود قاطبةً حتّى إشعار يقظة الظهور المتزامن بتطوره والمتواكب لمسيرة المراحل الإنفلاقية في كشف سريريّة الإبداع الرؤيويّ، وبعدها يأتي إستحقاق وجود ذلك الموكب لحضارة الكمال النورانيّ المجيد…!
وهنا أنوّه بأنّ الدين والفلسفة والإختراعات هم ترجمة ظرفيّة تحاول الدلالة عن مدى إعجابنا المُختلف بالوجود…!
فها قد أصبحت كلّ الأدمغة العلميّة لا تقدر أن تبدع بعد أن علِمت ، فلماذا نتعلّم هذا العلم الموبوؤ الذي يقضي على  كوكبنا بإسم التحضّر الإحتضاريّ…؟
ربما هذا التحدّي الغير منطقيّ له منطق تكوينيّ لا نفهمه بعد…!
وهل يهون على الحقّ أن تُحْجزْ حقيقة الرؤية الإلهيّة في الإنسان لمآرِب غير إنسانيّة؟
نعم …فمنذ الأزل وحتّى الأجل والله حقٌّ يعلم بما لا نستحق أن نعلم بعد، وليس هنالك رجوع إليه إلّا عندما نسترجع قوانا العقليّة في ظاهرة الحكمة النوريّة لإرجاعِ ذكرى الله وفقط عند تفعيل ميثاق الإبداع الذاتي،
وهناك تنتظرُنا أحضان ربُّ الحقّ لأنّه خير العالمين الحاضنبن.
آمين….!