بقلم هاني الترك OAM
اطلق الكاتب والاعلامي المعروف غريغ شيريدان كتابه الذي يحمل عنوان When we were Young and Foolish اي عندما كنا شباباً وحمقى.. يستعرض فيه ذكرياته مع كبار السياسيين اثناء دراسته في جامعة سيدني عام 1977 ويقول حينما طلب المحاضر في الجامعة من الطلبة الترشح لممثل الطلبة في الجامعة رشح غريغ نفسه والطالب الآخر طوني آبوت.. وطلب منهما إلقاء كلمة امام الطلبة لاختيار واحد منهما فوقع الاختيار على غريغ.. واصبح الاثنان صديقين.. وكان طوني آبوت يعج بالطاقة والعمل وودي للغاية..
وبذل حزب العمال مجهوداً كبيراً في جذب طوني آبوت.. حاول رئيس البرلمان في نيو ساوث ويلز جون جونسون اقناع طوني آبوت بالانضمام الى حزب العمال .. دعاه ثلاث مرات كضيف الىغرفة الرئيس الى العشاء. وكان طوني يدرس علم اللاهوت تمهيداً لرسمه ضمن رجال الكهنوت.
وفي احدى المرات كان بوب كار موجوداً مع باري انزوورث الذي كان يشغل منصب رئيس حكومة نيو ساوث ويلز.. وقد انهالت المجاملات على طوني آبوت لجذبه لحزب العمال.. واي شاب في ذلك الوقت كان يمكن ان يجند لحزب العمال.. كان طوني يؤيد باري انزوورث .. فقد جذب رئيس الوزراء العمالي الاسبق الراحل غوف ويتلم الكثير من الناس لحزب العمال مثل بوب هوك.. ولكن انزوورث هُزم في الانتخابات.. مع ان طوني آبوت صوت لصالح العمال.
في عام 1980 حضر غريغ دعوة غذاء مع بوب كار وطوني آبوت وكانوا اعداءً لدودين للشيوعية اذ حاول بوب استمالة وتجنيد طوني آبوت الى حزب العمال.. فقال له بوب: اذا كنت مهتماً بممارسة الشيوعية فليس هناك داعياً للانضمام لحزب الاحرار لأنه لا يوجد اي عضو فيه مؤيداً للشيوعية.. وهناك سبب هام الى الانضمام لحزب العمال: اذ ليس عليك ان توافق على كل قضية في سياسة الحزب.. واذ انضممت الى الحزب يمكن ان تصل الى مناصب عليا مثل نائب في برلمان الولاية او البرلمان الفيدرالي.
وتابع حزب العمال مساعيه لجذب طوني آبوت حينما اصبح مايكل إيسون سكرتيراً لحزب العمال في الولاية اذ عرض على طوني آبوت منصب باحثاً في اتحاد نقابة العمال وهو ذات الاتحاد الذي عمل فيه بعد ذلك بيل شورتن اذ كانت يعتقد إيسون ان طوني سوف يصبح زعيماً ناجحاً في قيادة حزب العمال.
وعرض إيسون ذات العرض على بيتر كوستيلو .. وكان طوني وبيتر يميلان في اتجاهما السياسي الى الوسط اليساري.. وشبّه كار بيتر كوستيلو بـ تيد كينيدي وجيمي كارتر.. رأى بيتر نفسه بالمعادي للشيوعية وليس عمالياً او احرارياً.. اسس بيتر جماعة اطلق عليها الديمقراطية الاجتماعية من اجل مساعدة اقناع الطلبة بأن كل الايديولوجيات السياسية تحارب اليسار المتطرف الذي كان يسيطر على اتجاهات الطلبة في الجامعة.. وقال بيتر لـ كار: نحن اليسار الديمقراطي نعارض بقوة الشيوعية اللينية واليمين المحافظ.
وكتب طوني مع غريغ عام 1977 طبعة كاملة في المجلة «الديمقراطي» في الجامعة ضد الشيوعية والتي كانت زميلة للكاتب الراحل المدافع عن الديمقراطية والمحارب للشيوعية سانتا ماريا . وكتب طوني يقول: ان الانسان لا يعيش بالتلفزيون الملون لوحده.. فنحن ونادي الديمقراطيين نعتقد بالمثاليات في العالم الذي يعاني من النقص في الموارد ولا نتفق مع الجشع فإن الطمع يدمر الابداع والاستقامة.. وعندما مرض والد غريغ زاره طوني في المستشفى عدة مرات الىان توفي وكان بجانبه.. ولكن طوني دعم ام غريغ.. فهو لم يُفشّل اصدقاءه ودائما يساعدهم..
كانت وقتها الحرب الباردة بين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة وبين المعسكر الشرقي الشيوعي بقيادة روسيا.. وقد نما السياسيون من الرجال والنساء الاستراليين اثناء الحرب الباردة بالتأثر من اليسار وبعضهم كان معادياً للشيوعية وكتاب غريغ شيريدان يشرح ذلك ويستعرض لماذا كانوا ضد الشيوعية.