كامل المر
بهدوء وتواضع كبيرين اسند الرسام الدمشقي ناظم الجعفري، الحائز على جائزة جبران العالمية للعام 1994 – 1995، ريشته والفرشاة الى جدار الزمن الاتي ورحل.
لم يمهله القدر لانجاز لوحة نهوض سوريا من محنتها لعدم اكتمال عناصر اللوحة بعد، فالقدر على عجلة من امره، والمخاض ما زال عسيراً وطويلاً، وارهاب عصر العولمة الفاجرة ما زال يتدفق عليها من كل حدب وصوب ممتطياً صهوات الجهل والتكفير.
الرجال قد اقسموا أن يقطعوا نسل الذئاب. وساعة يفعلون تكتمل عناصر اللوحة فيستل فتىً دمشقي ريشة ناظم والفرشاة ويكمل لوحة نهوض سوريا التي حلم بها ناظم الجعفري ومضى قبل ان يتمكن من تنفيذها، فيحقق للفنان الكبير حلمه الكبير.
في متحف ناظم الجعفري اكثر من ثلاثة آلاف لوحة توثق معالم دمشق، التي خشي عليها من زحف «حضارة» الاسمنت والحديد، فوثقها بادق تفاصيلها في لوحات تعتبر عن حق ثروة وطنية يجب حمايتها.
ولان الامم تعرف بفنونها لا بتعدادها، على حد تعبير الفقيد الكبير، فقد اتيح لرابطة احياء التراث العربي في اواسط تسعينيات القرن الماضي ان تتعرف الى الرسام الكبير من خلال ابداعاته الفنية فتقدر فنه وتمنحه جائزة جبران التقديرية العالمية للعام 1994 – 1995 وتتبادل معه الرسائل آنئذ.