زهير السباعي
شهدت أروقة وزارة الخارجية التركية رقماً قياسياً لأطول إجتماع بين مبعوث اوباما الخاص للتحالف الدولي الجنرال جون آلن ومستشار الخارجية التركية فريدون سينيرلي اوغلو الاجتماع استمر لمدة عشر ساعات على جلستين الاولى 8 ساعات والثانية 2 ساعتان وتم التوصل لما سمته الخارجية التركية إتفاقاً أولياَ أو مبدئياً هذا الإجتماع لم يكن الأول من نوعه بين الجانبين التركي والامريكي فمنذ سنتان والمفاوضات مستمرة بينهما حول إنشاء منطقة عازلة وآمنة في شمال سورية مقابل إنخراط تركيا في التحالف الدولي لمحاربة داعش والذي شكلته امريكا بعد مؤتمر الرياض ولم توقع عليه تركيا لوجود خلاف في وجهات النظر بين تركيا وامريكا حيث ترى تركيا بأن العمليات الجوية لاتكفي لمحاربة داعش ولابد من قوات برية وهذا ماترفضه واشنطن كما تعتقد انقرة أنه لابد من تشكيل منطقة عازلة وآمنة كي لايتم قصفها من قبل النظام السوري بعد تحريرها من داعش وأيضاً لضمان عدم تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الى اراضيها وهذا ماترفضه واشنطن أيضاً هاتان النقطتان فتحتا جدلاً واسعاُ بين الطرفين وصل الى حد اتهام واشنطن لانقرة بدعم داعش على لسان نائب الرئيس الامريكي جون بايدن الذي اعتذر لاحقاَ عن هذا التصريح وزار تركيا فيما بعد، أمريكا لديها أزمة حقيقية ويجب عليها ان تختار بين حليفيها إما أن تتخلى عن حليفها الكردي الذي تدعمه حزب الاتحاد الكردي أو تتخلى عن حليفها التركي وحسب التسريبات من الاجتماعات يبدو ان امريكا اختارت تركيا حيث سمحت تركيا للقوات الامريكية باستخدام قاعدة إنجيرليك -باضنة- التي تعد اكبر قاعدة عسكرية امريكية بالمنطقة مقابل موافقة امريكية بانشاء منطقة عازلة وآمنة هذا الاتفاق المبدئي سيضطر بموجبه صالح مسلم إلى تأجيل مشروعه بإنشاء كيان كردي شمال سورية وفي تصريح له قال بأن قواته لن تقاوم القوات التركية فيما لو دخلت شمال سورية تحت غطاء امريكي يبدو ان صالح مسلم قد تعرض لضغوط امريكية او قرأ التطورات الاخيرة بشكل صحيح مع العلم بأن صالح مسلم قد زار أنقرة عدة مرات واجتمع مع مسؤولين في جهاز المخابرات التركية -م إ ت- ربما نجحت تركيا بانتزاع الضوء الأخضر من امريكا لدخول الشمال السوري وإنشاء مناطق عازلة وآمنة لكن رؤية امريكا وشعارها حرر هذه المناطق من داعش وَحْمِ ماحررته ؟ ولتأكيد نجاح تركيا فقد أعلن المنسق الامريكي لقوات التحالف الدولي الجنرال جون آلن ومن واشنطن بآن امريكا تعارض تشكيل أو إنشاء كيان كردي مستقل شمال سورية وأن واشنطن لاتدعم ولا أعتقد أن الاكراد أنفسهم يدعمون تشكيل كيان كردي منفصل شمال سورية ومن المهم ألا يتحول حليف شارك في محاربة داعش إلى قوة إحتلال انتهى كلام الجنرال وللتذكير فقط استطاعت قوات الحماية الكردية وبمساندة طائرات التحالف من تحرير مدينة الرقة من داعش والسيطرة على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا مما استفز الاتراك ودفعهم الى نشر ستون الفاً من جنودها تحسباً لأي عملية عسكرية داخل سورية لمنع قيام أو إنشاء كيان كردي مستقل يهدد أمنها القومي واستقرارها السياسي، وما قامت به قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في قرى عربية وتركمانية في منطقة حمام التركمان شمال مدينة الرقة ومنطقة جبل عبد العزيز غربي مدينة الحسكة من تهجير ممنهج للعرب والتركمان لايمكن قبوله فقد تم تهجير الالاف من بيوتهم كونهم ليسو اكراد وتم افراغ المناطق لتغيير التركيبة السكانية لفرض سياسة الامر الواقع وقد لجأ الالاف الى تركيا
أخيراً امريكا وباتفاقها الاولي مع تركيا أسقطت أو أجلت وعدها بإنشاء كيان كردي مستقل او ربما يكون الأخوة الاكراد ضحية السياسة الامريكية في المنطقة فاعتبرو يا أولي الألباب.