لم يفطن كثيرون الى خبر صغير مرّ هذا الاسبوع مرور الكرام في الصحافة العالمية، وهو ان العائلة البريطانية المالكة استقدمت مياهاً من نهر الاردن لتعميد الاميرة البريطانية شارلوت اليزابيت ديانا في كنيسة بمقاطعة نورفورلك في شرق انكلترا وهي ابنة الامير وليام وزوجته كيت ميدلتون.
تصوّروا كيف ان احفاد بلفور يستقدمون مياهاً من نهر الاردن ليتبرّكوا بها.. ونحن قطعنا الصلة بين البحر والنهر، بين بحر غزّة ونهر الاردن.
نحن الذين نلعن بلفور و«ساعته» صباحاً ومساء نكاد نصبح «بلفوريين» بامتياز، ففي حين كانت مياه نهر الاردن تصل الى لندن كانت حرب الاعتقالات على اشدها بين «فتح و«حماس»: الفتحاويون يتهمون حماس بتشكيل مجموعات متقاتلة في الضفة للتخريب على امن الفلسطينيين – وحماس تتفق مع اسرائيل على مشروع هدنة يمتد بين خمس وعشر سنوات. «سبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر».. مفاوضات تجري منذ سنوات بين اعضاء في حماس ومسؤولين اسرائيليين من وراء ظهر السلطة؟!
الزمن يسير بالمقلوب: احفاد بلفور يتبركون بمياه نهر الاردن، وبعض الفلسطينيين اصبحوا بلفوريين وقطعوا صلة رحمهم مع هذا النهر.