عاشت الكويت أمس الاول يوم حداد شامل مع أجواء استنفار أمني واسع بعد الهجوم الانتحاري الذي تبنته «داعش»، وطاول مسجد «الصادق» وقت صلاة الجمعة، وأدى إلى سقوط 27 قتيلاً و227 جريحاً وفق آخر إحصاء لوزارة الصحة. وأمر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بتجهيز طائرة خاصة لنقل جثامين ضحايا الاعتداء إلى مدينة النجف في العراق، لتُدفن هناك وفق التقاليد الشيعية، إذا رغب ذووهم.
وأعلن مجلس الوزراء الكويتي «مواجهة شاملة بلا هوادة مع الإرهابيين، دعاة التكفير والضلال». وأكد تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري، مشيراً إلى أن منفّذه يدعى أبو سليمان. وشهدت العاصمة الكويتية تشييعاً حاشداً لجثامين الضحايا.
في غضون ذلك، أكدت وزارة الداخلية أن أجهزتها تمكنت من العثور على السيارة التي أقلّت مُنفّذ الهجوم إلى مسجد الإمام الصادق، واعتقال مالكها، وهي يابانية الصنع فيما البحث مستمر عن السائق الذي فرّ بها عقب التفجير.
وشدد مجلس الوزراء الكويتي على أن «الإرهاب الأسود الذي لا وطن ولا دين له لن ينال من وحدة الشعب وعزيمته، ولن يمسّ ثوابت هذا المجتمع أو وحدته الوطنية، وستظل الكويت واحة أمن وأمان لجميع المقيمين على أرضها».
تعبئة للجيش التونسي
غداة الهجوم الإرهابي الأكثر دموية في تاريخها، قررت تونس إغلاق 80 مسجداً بسبب تحريضها على العنف، فيما تبنى تنظيم «داعش» الهجوم الذي استهدف يوم الجمعة، أحد فنادق منطقة سوسة السياحية، وأدى إلى مقتل 39 شخصاً، معظمهم بريطانيون. وارتكب المجزرة طالب تونسي ملقّب بـ «أبو يحيى القيرواني» بواسطة رشاش كلاشنيكوف كان يخفيه تحت مظلة، موجهاً ضربة موجعة إلى القطاع السياحي التونسي.
وأعلن رئيس الوزراء الحبيب الصيد إغلاق 80 مسجداً «بُنيت من دون تراخيص قانونية وتُبَث فيها السموم للحض على الإرهاب»، مشيراً إلى فتح تحقيق في الهجوم. وقال في مؤتمر صحافي ، عقب اجتماع وزاري، إن الحكومة قررت «دعوة جيش الاحتياط لتعزيز الوجود العسكري والأمني في المناطق الحساسة والمواقع التي يهددها خطر إرهابي». ولفت إلى تكثيف حملات الدهم وملاحقة العناصر المشبوهة والخلايا النائمة ضمن إطار احترام القانون.