اليونان على شفير الافلاس، وبلاد سقراط وافلاطون وارسطو واوناسيس قرعت جرس الانذار.. وبلاد الشمس والجزر والاكروبولوس تبحث كالمتسوّل عمّن يقبلها امام بابه.

تحوّلت اوروبا الشرقية اليسارية الى اليمين بمعظمها، وبقيت اثينا تعارض واشنطن بعنف بسبب انزعاجها من التحالف التاريخي الاميركي مع جارتها اللدودة تركيا.. وفي حرب الخليج وقف معظم العرب  والغرب ضد صدام، الاّ اليونانيين الذين استمروا برفع صورته في شوارعهم نكاية بواشنطن.

سكر احفاد اسبارطة بنشوة اليسار ثمّ استماتوا للدخول الى نعيم الاتحاد الاوروبي،  وعندما دخلوا الجنّة الاوروبية وجدوا انفسهم فقراء لا يستطيعون مجاراة لندن وبرلين وباريس. فأنكفأوا الى بساتين الليمون والزيتون التي لم تعد تشبع جائعاً في ظل التكنولوجيا الغربية وفي غياب اكبر اسطول للبواخر كانت تمتلكه اليونان يوماً.

تاريخ الاربعة آلاف سنة يسقط امام اليورو اولاً وامام المارد الاميركي ثانياً الذي يراقب اعداءه الصغار وهو يضحك شامتاً.

انه نموذج العمالقة الذين لا يحسبون حساباً للذبابة التي قتلت شمشون الجبّار.

أنطوان القزي