بقلم منى مسعود – سيدني

 عندما تقرّر الكتابة تمسك القلم في محاولة للتعبير عما يجول في بالك من خلال بعض الكلمات التي قد تصل وقد لا تصل للقارئ، هذه الكلمات النابعة من القلب يمكن ان يُحتّم عليها الموت قبل ان ترى النور، ولكن هناك بصيص من تفاعل المشاعر والاحاسيس قد يؤدي الى وصول ما تشعر به ولو بإحساس ضئيل.

هكذا كانت مشاعرنا من قبل، صراعات بين الحنين، الحب والاشتياق . كانت فيروز مخبأ لاسرار الشباب وعمر المراهقة وصندوق الذكريات للمسنين.  مع كل اغنية من اغاني فيروز نذهب بكل ما في القلب من اختلاجات الى دنيا الغرام، الى الوطن المبعثر الذي اصبحت ذكراه حبراً على ورق. فيروز لبنان تأثرك بمشاعر جميلة تقتصر مسافتها مسافة لبنان. اما فيروز الغربة فلها شعور خاص، مشاعرنا تغيرت اصبحت فيروز تنبض ببركان من الذكريات التي تحملك بصوتها الآخاذ بكل ما يوجد من ثقل المشاعر لترميك في احضان الوطن وصور لم ولن تُمحى من الذاكرة. تقول الكاتبة الجزائرية احلام مستقنماني في كتاب «ذاكرة الجسد». « لا نستطيع ان نتذكر الماضي دون ندم ، لا نستطيع ان نتذكر جراحنا دون الم» الذاكرة والنسيان لا يلتقيان مهما حاولنا ان نبني بينهما الجسور».

ففيروز هي الماضي، الحاضر والمستقبل… هي لبنان والغربة، هي الحنين والاشتياق الى الأم والأب هي الوطن عندما تكون بعيداً عن الوطن.