يبدو ان بعض الدول العربية لا تكتفي بتقسيم فلسطين الى جزأين: «السلطة» في الضفة الغربية و«حماس» في قطاع غزّة.
فدولة الامارات العربية تدرك جيداً ان محمد دحلان مطرود من حركة فتح وهو على خلاف مستحكم مع الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، ورغم ذلك تمنحه المال ليوزّع المساعدات عن طريق اللجنة الوطنية للتكافل المحسوبة عليه.
فالاسبوع الماضي وزعت هذه اللجنة صكوكاً مالية بمبلغ خمسة آلاف دولار لعائلة كل شهيد في قطاع غزّة حيث تصفّق «حماس» وتسهّل كل ما يغيظ «ابو مازن».
الاماراتيون يعرفون اين تقع رام الله، ويعرفون من هو الرئيس الفلسطيني، ويعرفون ان دحلان كان محكوماً بالسجن، ورغم ذلك يمرّرون اموالهم عبر قنواتٍ تساهم في شرذمة السلطة الفلسطينية من السلطة الوطنية الى سلطة «حماس» الى «جمهورية دحلان المالية» بمباركة اماراتية.. ويقولون لمحمود عباس عليك ان تواجه نتنياهو وان توقف بناء المستوطنات وان تجعل العالم يعترف بحل الدولتين.
واذا كان القطريون يبنون في غزّة حيث تسيطر حماس واذا كان الاماراتيون يبنون بواسطة محمود دحلان، فمعنى ذلك ان السلطة الوطنية الفلسطينية باتت تحتاج الى اعادة اعتراف عربية بها.