زهير السباعي
كلنا يعلم بأن جميع مكونات الشعب السوري بما فيها الأقليات يعيش واقعاً مؤلماً جداً ومريراً فصوت الرصاص والنار يعلو على أي صوتٍ أخر وهذا هو واقع الحال ولا أحد يستطيع إنكاره، الجميع يعلم أن الشعب السوري شعب مسالم ومتعايش عبر آلاف السنين والتاريخ وحضارة بلاد الشام شاهد على ذلك وجميعنا يعرف الحقيقة بعينها لكننا أحياناً وسط التشويش والإعلام ينساق البعض منا إلى المكان والموقف الخاطيء ليحمل الضحية المسؤولية في الوقت الذي جميعنا شاهدين على اغماد الآلاف من الطعنات في جسم الضحية المنهك والمدمى على مساحة سورية، لاشك أن ماحدث في قلب لوزة فعل شائن ومدان من جميع الشرائع والقوانين كائن من كان فاعله ومصدره، عندما بدأت الثورة السورية كانت سلمية بإمتياز فهل ينكر ذلك عاقل؟ استمات النظام السوري لحرف الثورة عن مسارها السلمي ونجح في عسكرتها وتسلحها، كلنا يذكر حناجر السوريين-القاشوش- التي كانت تهتف بواحد واحد الشعب السوري واحد وشعار الشعب السوري مابينذل، ألا نذكر كيف عامل عاطف نجيب وجهاء درعا حيث قال لهم انسو أولادكم وبعض الكلام البذيء الا نذكر قتل المدنيين العزل بدرعا؟ اليست مجزرة الساعة الجديدة بحمص تستحق منا الادانة والاستنكار؟ ألا نذكر هتك الأعراض لحرائر سورية؟ كم طفلاً وإمرأة ورجلاً دخل معتقلات النظام السوري وخرج منها سالماً؟ ألا نذكر الفتاة الجامعية التي انتحرت بسبب العار الذي لحق بها وليس لها ذنب ؟ كم عدد المجازر التي إرتكبها النظام السوري بحق الشعب على مدار الخمس سنوات من عمر الثورة ؟ ألم يستخدم النظام السوري الأسلحة الإستراتيجية -الكيماوي- ضد المدنيين مراراً وتكراراً وإلى يومنا هذا بالرغم من الخطوط الحمر لاوباما؟ من كان يقوم بالتفجيرات في حمص ويتهم الثوار بذلك؟ من دفع بالثورة لحمل السلاح وهيأ المناخ لذلك ؟ الشعب أم النظام السوري؟ من الذي أفرغ السجون من المجرمين والقتلة وأطلق يدهم في قتل المدنيين؟ من الذي سمح للمرتزقة والميليشيات بدخول سورية؟ لماذا صمت المجتمع الدولي ومجلس الأمن وغض الطرف عن استخدام النظام السوري للكيماوي والفوسفور والكلور والعنقودية والبراميل والسكود؟ هناك من يريد أن يصطاد بالمياه العكرة محرضاً على الطائفية لإستغلال ماحدث في قلب لوزة لدفع الموحدين للقتال بجانب النظام السوري لكن فطنة ويقظة عقلاء طائفة الموحدين وعلى رأسهم شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن والنائب وليد جنبلاط حال دون تطور الأحداث وقد دعو في الاجتماع الاستثنائي لمجلس القضاء المذهبي الدرزي في بيروت الى المصالحة والتآلف مع اهل حوران وأي تفكير ضيق هو انتحار ووصف حادث قلب لوزة بأنه فردي ، فهل الثورة السورية هي لفئة أو طائفة معينة أم أنها للشعب السوري بأكمله؟ ألم تشارك الأقليات بالثورة ؟ ألم تدفع الأقليات بشبابها إلى ميادين التظاهر؟ ألم تكن التنسيقيات تضم شباباً من جميع الطوائف؟ هل الأكثرية لوحدها مظلومة أم أن الأقليات أيضاً مظلومين؟ هل تعرفون من هو أكرم الحوراني وسلطان باشا الأطرش وصالح العلي وهنانو وغيره؟ هل سألنا أنفسنا من هو الجلاد ومن هو الضحية؟ إن جمال ورونق وحضارة سورية يكمن في تعددية المجتمع السوري، انظرو الى استراليا والى جمال التعددية الحضارية والثقافية التي لعبت دوراً فعالاً وساهمت في تطوير استراليا فالجاليات اندمجت وانصهرت في بوتقة واحدة وتفاعلت وانتجت المجتمع الاسترالي المتعدد الحضارات والثقافات اليست لوحة رائعة وجميلة ؟
أخيراً أدعو جميع الشرفاء والنبلاء والعقلاء في سورية إلى إعادة الحسابات والوقوف مع الحق ونصرة المظلوم وأن لانقف مع القاتل والخائن لأهله ووطنه وشعبه فسورية لجميع مواطنيها وكلنا شركاء في هذا الوطن والمواطنة هي الأساس فلنعمل جميعاً على بث روح المحبة والتآلف والسلام بين جميع مكونات المجتمع السوري